شهدت مباراة الحزم والهلال (2-0) أحداثاً جماهيرية مؤسفة ومخجلة تسببت فيها عدة أطراف حيث وقعت أعمال جماهيرية خارجة عن المألوف ولم تتم السيطرة عليها في وقت كان من المنتظر ان تتم كافة الاستعدادات لاظهار اللقاء جماهيريا بشكل منظم وحضاري. وذكرت مصادر مطلعة وموثوقة ل(الجزيرة) كافة الأحداث التي نأمل ألا تتكرر مستقبلاً.
ازدحام وفوضى قبل المباراة
قبل المباراة توافدت الجماهير منذ الساعة الرابعة عصراً للدخول للملعب وقد كانت اعدادهم مهولة ولا يمكن لملعب الحزم استيعاب تلك الجماهير ومع ذلك فقد تم صرف تذاكر وبيعها على الجماهير بأكثر من ثلاثة أضعاف استيعاب الملعب رغبة من الشركة الراعية لزيادة غلتها المالية بعيدا عن الضوابط المعمولة مما ساهم في تزاحم وتدافع الجماهير وزيادة فرص الاحتكاك المباشر وقد تم اجبار الكثير من الجماهير على مشاهدة المباراة وقوفا في سابقة هي الأولى من نوعها في الملاعب السعودية وللأسف لم يتم التدخل لارغام الشركة لعدم بيع تذاكر فوق العدد المطلوب والنتيجة فوضى واضطراب ومقذوفات وتزاحم غير منطقي وحضاري.
التنظيم لم يكن بالمستوى المطلوب
على الرغم من ان المباراة كان متوقعاً لها حضور جماهيري طاغ كعادة مباريات الهلال في أي منطقة إلا ان الحضور الأمني وللأسف لم يكن بالشكل المطلوب، فقد كان رجال الأمن قليلين جدا مقارنة بتلك الجماهير الحاضرة والأغرب ان رجال الأمن وقفوا متفرجين على منظر العديد من الجماهير وهي تتابع المباراة فوق السور الخارجي بشكل لا يليق اطلاقا بمباراة في الدوري السعودي وأعادت تلك المشاهد حضور الجماهير في مباريات الدول التي لا تملك بنية رياضية متميزة وإضافة إلى ذلك فإن رجال الأمن ضاعوا في زحمة الجماهير ولم يستطيعوا السيطرة على الموقف وكان تعاملهم مع الجماهير مسيئاً خاصة من الذين دخلوا الملعب فقد كان منظر احد رجال الأمن وهو يضرب بقدمه احد الجماهير ويستمر بضربه ثانية بالعصا مقززاً وغير حضاري اطلاقاً.
حصى وعربة واستعراض!!
الجماهير التي حضرت المباراة وقوفاً كانت تقف على أرض مملوءة بالحصى ولهذا كان من البديهي ان تستغل بعض الجماهير ذلك بقذف الحصى للملعب وهو ما حصل بالفعل بعيدا عن اعين رجال الأمن (القليلين) وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال: كيف تم السماح لتلك الجماهير بحضور المباراة وقوفاً؟! وعلى أرض كلها حصى؟!
في الجانب الآخر كانت حركات الاستعراض والاستهتار والرقص داخل ملعب المباراة أثناء اللعب موجودة في ملعب لا يستوعب جماهير بحجم جماهير الهلال أو الاتحاد او النصر أو الأهلي أو غيرها من الأندية الجماهيرية!
لو تم الاعتداء على ياسر.. من المسؤول؟
في العرف النظامي يبقى اللاعب في حماية اتحاد بلاده عندما يلعب المباراة ويتم تأمين أدائه اللعب بشكل آمن بالتنسيق مع الجهات الأمنية لكن الأمر الآن أصبح أكثر خطورة مع الانفلات الحاصل في الملاعب السعودية فالجماهير تدخل الملعب دون حسيب أو رقيب وكأنها (موضة) والأدهى ان لا أحد يفكر بعواقب سلبية لهذا الأمر على صعيد تعريض حياة اللاعبين للخطر فلو ان المشجع الذي نزل إلى أرض ملعب مباراة الحزم والهلال ليحتضن ياسر القحطاني، معه سكين ويعاني من مرض نفسي أو في حالة إدمان أو سكر وتم طعن اللاعب حتى الموت من المسؤول؟!
وهل نننظر حتى تحصل مثل تلك الحوادث لنسنّ القوانين والتشريعات؟!! للأسف الشديد كان التعامل مع هؤلاء (حانياً) وللأسف الشديد أيضاً ان وسائل الإعلام ساهمت في تلك الموضة القبيحة عبر لقاءاتها مع هؤلاء وافراد المساحات لهم فغدا العديد منهم ينتظر صورته في الإعلام لكي (يبسط) الشلة أما العقاب (الغائب) فهو آخر ما يفكر فيه!!!
أمانة الاتحاد والسبب!!
في مباراة الحزم والهلال ساهمت قلة خبرة الأمين العام فيصل عبدالهادي في توتر اللقاء فقد رفض ان يتم لعبها عصرا رغم ان درجة الحرارة كانت تحت الصفر وكأنه يريد أن يثبت انه صاحب قرار ولا يهمه المصلحة العامة رغم طلب إدارة الهلال لذلك وهو طلب منطقي والأغرب ان الأمين العام يقول ان اللعب مساء يساعد على حضور المباريات ونسي ان جميع موظفي الدولة في إجازة وليس هناك أي فارق إلا ان لعبها عصرا يمنع حدوث حالات مرضية للجماهير بفعل البرد لكنها العنجهية!!!
ملعب الحزم STOP!!
من حق نادي الحزم اللعب على أرضه وبين جماهيره وهذا من أبسط حقوقه ولكن حرصا على عدم تكرار مثل تلك الفوضى العارمة يجب إعادة النظر في اعتماد لعب المباريات الجماهيرية في ملعب الحزم أو التأكيد على عدم تكرار مثل تلك الاحداث والمناظر غير الحضارية التي كان لعنصر الملعب دور في خروجها مباشرة للجماهير.