سبحان الله.. هناك من يتبعه الرضا حتى في أخطائه.. وهناك من يخذله التوفيق في اجتهاداته، وفيصل عبد الهادي أمين اتحاد الكرة أحد هؤلاء الذين يخذلهم التوفيق.. ويجافيهم الرضا والقبول.. لكن عسى أن يخطئ بأجر المجتهد المخطئ..
ولن نتشاءم فنقول إنه قد يطاله ذنب المخطئ المتعمد، عمل في الاتحاد السعودي سابقاً وخرج تصحبه زفات الفرح بخروجه.. وعاد تستقبله صيحات الاستهجان خوفاً من تكرار أخطائه وقد كان عند حسن ظن المناوئين له عندما أمضى مؤخراً بعض الاجراءات التي ظهر من ورائها تحيز ما.. ضد فريق ما.. ومن ذلك مثلاً نقل مباراة الهلال اثر تلفظ بعض الجماهير ببعض العبارات العنصرية المقيتة.. وتوالت الاقتراحات التي كانت تؤيد المعاقبة ولكن للجمهور بحرمانه من حضور المباراة.. وكان المطلب هو التأني في اسلوب المعالجة باعتبار هذا التجاوز جديداً على الساحة المحلية وكان يمكن الاستنارة بحوادث مماثلة سابقة لدول أخرى لكنها العجلة خذلان التوفيق ومجافاة الرضا الذي ذكرته في مطلع المقال.
وتكررت الحادثة في مباريات أخرى وتم النقل وصار من الميسور أن تتكرر الحادثة لمعاقبة أي ناد بأن يترأس مجموعة يسيرة من الجماهير ويمكن أن تكون جماهير مضادة بقصد تجييش العبد الهادي ضد النادي ومعاقبته ويخشى أن تنقل معظم المباريات المتبقية في الدوري لمجرد أن الحل والعقاب لم يكن موفقاً منذ البداية.
هذا حديث مضى وخطأ انقضى لكن (الأمين) الذي لا يتصف بالحكمة - للأسف - ولا بعد النظر ولا يمكنه استقراء المستقبل أخطأ هذه المرة عندما تدخل في وعده الاتحاد البحريني لسامي الجابر ونواف التمياط للمشاركة في المباراة الودية أمام انتر ميلان.. معترضاً على هذه المشاركة بعد أن ارتأى سعادته أن يشارك حمزة ادريس - بالقوة - في هذه المباراة!! مؤكداً ذلك بقوله: ليس من حق الاتحاد البحريني أن يحدد من يشارك؟
إذا لم يكن من حقهم تحديد ذلك في مباراة ودية على أرضهم والمناسبة مناسبتهم فمن له الحق؟! هل يكفي مسوغاً لاعتراض (الأمين) أن الاختيار اقتصر على لاعبين من الهلال؟!.. لا بالطبع وكان عليه أن يوافق دون النظر إلى هوية النادي وان يكتفي وهو الأمين للاتحاد السعودي لكرة القدم بالمشاركة السعودية الرمزية.. سواء كانت للجابر أو لسعد الحارثي أو لمالك معاذ أو لحمزة ادريس أو لكافة أفراد فريق الوحدة أو لبعض لاعبي الفيصلي أو الحزم أو لماجد عبد الله أو يوسف الثنيان أو سعيد غراب والكبشي.. كان عليه ألا يتدخل فقط.. ذلك أن مجرد تدخله يعني الوقوع في الخطأ.
ها هو (الأمين) يثير مشكلة من العدم أنه يجدد خلق النزاعات بين فريقين محليين هما الهلال والاتحاد وهو الأولى بنزع أي فتيل للخصام.. ها هو (الأمين) يشعل جذوة (طائفية الأندية)!! كأنه يقول: لماذا الهلال فقط.. وليس الاتحاد أيضاً بربكم هل هذا يليق؟
ثم لماذا يتهرب هذا الأمين في عهد الشفافية والصراحة لماذا لا يعبر ويفسر ويشرح عندما يتخذ القرار؟!!
هذا (الأمين) جيء به من زمن غابر.. حين كان كل شيء يتم بالكتمان ولا حس ولا كلمة!!
هذا (الأمين) لا يعطي لزمن الإعلام والعلاقات العامة والشفافية أي اعتبار، ليس لأنه لا يريد ذلك ولكن لأنه لا يستطيع.. إنه من زمن يهمش ويستخف ويحقر الاعلام.
أيها الأمين: كلما أردت أن تعمل عملاً اعزم وتوكل على الله وأبلغ الصحافة مبتغاك.. لا تدعها تطاردك وأنت تهرب.. وتتهمك وأنت تنفي.. وتسألك وأنت ترفض الجواب.
لا تدع بياناتك ترد بعد أن تقع الفأس في الرأس.. لا تدعها بأسلوبك هذا تشعر أن ثمة مؤامرة وأن ثمة استهدافا بغيضا يدار في الخفاء.. اعلم أن لا شيء من ذلك يتم لكن اسلوبك البالي ونهجك السقيم يشي بذلك ويثير الشبهات رغم أنه لا شبهات ولا يحزنون.. لكنه خذلان التوفيق الذي يصحبك.. وعدم القبول الذي تتسبب أنت فيه.
من حق أي لاعب محترف أن يضيف لمجده الشخصي وسيرته الذاتية المشاركة في أي مباراة ودية يدعى إليها طالما أنها لا تتعارض مع برامج ناديه أو المنتخب.
هل من حق (الأمين) أن يمنع الجابر أو سعد الحارثي أو مالك معاذ من المشاركة في أي مباراة ودية تدعو لها أي مؤسسة أهلية أو حكومية؟!
الخطوط السعودية مثلاً؟! وعليها يمكن القياس بالنسبة إلى هذه الدعوة ولهذا المنع غير المبرر وهذا التأجيج التافه..
لنفترض أن الاتحاد البحريني - بالفعل - وجه الدعوة لثلاثة.. سامي وحمزة ونواف ثم ارتأى ان يغير.. أن يبدل.. أظن أن هذا من حقه؟
لنفترض أن مدرب المنتخب البحريني اكتفى بعد عرض الأسماء باختيار سامي ونواف - وهذا ما حدث- فإن هذا حق فني شخصي للمدرب.. فمن الذي سمح لك أيها الأمين بالتدخل؟! ما هذا التسلط.. حتى على الغير؟!
الأخ فيصل عبد الهادي:
أنت أميننا.. ولست أمينهم!!.. فما شأنك بهم؟
لمصلحة الكرة السعودية ولعلاقات ابنائها وأنديتها ولنبذ التعصب.. أسألك أيها الأمين أن تركد.. وبس.
