نناقش في هذه الحلقة بعض ما ورد في المواصفة القياسية الخاصة بتقدير نسبة الرصاص المنخفضة في البنزين، وذلك بالإشارة إلى الأساليب الفنية التي تتبعها شركات البترول في تصفية وتنقية البنزين، ومن هذه الأساليب طريقة عمل الكواشف، إذ تشترط هذه الطريقة أن تكون جميع هذه الكواشف المستخدمة ذات درجة عالية من النقاوة التحليلية، وأن يكون الماء المستخدم في التحليل مقطراً، أو ما يناظره متصفاً بدرجة نقاوة عالية.. وهناك مجموعة من المحاليل تستخدم في هذا الشأن مثل هيدروكسيد الأمونيوم، والكلوروفورم، ومحلول ثنائي الثيزون.. إلخ، وهي تربو على الأربعة عشر محلولاً، كما يشترط أن تكون جميع الأجهزة الزجاجية والقوارير المستخدمة في هذه الاختبارات مصنوعة من زجاج خاص وهو زجاج البوروسليكات، وتليها خطوة علمية أخرى وهي ضرورة غمر الأجهزة الزجاجية المستخدمة لأول مرة في حمض الكروميك لمدة 24 ساعة، تتبعها خطوة أخرى لا تقل عنها أهمية وهي غسل جميع الأجهزة الزجاجية بحمض النتريك بالماء قبل الاستعمال مباشرة. وهناك مرحلة أخرى تُسمى بمنحنيات المعايرة، حيث يُقاس فيها مدى امتصاص التركيزات المختلفة لمحلول ثنائي الثيزونات للطيف وعند موجة طولها 520 نانومتر، وفي هذه المرحلة مجموعة من الاشتراطات العلمية الدقيقة، التي يجب اتباعها بدقة متناهية وفق ما نصت عليه المواصفة القياسية، إضافة إلى ثمة اختبارات مبدئية أخرى تُجرى لتعيين كمية الرصاص التقريبية باستخدام 5 مل من العينة، يتم اختبارها بدقة في حجوم مختلفة حسب حجم كل عينة وما يناسبها من كمية الرصاص، وللتأكيد على سلامة الاختبارات تُجرى عملية حسابية رقمية ومحددة لمعرفة كمية الرصاص الموجودة في العينة، كل هذه الإجراءات ينبغي استخدامها بدقة متناهية بهدف الحصول على المنتج ذي الكفاءة والجودة.
نبيل بن أمين ملا
مدير عام الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس