أكمل النصر هذه الأيام سنته السابعة دون أن يحقق أي بطولة. لكن جمهور هذا النادي العريق مازال يأمل أن يحقق ناديهم المفضل البطولة المنتظرة التي سيكون لها طعم آخر مختلف عن البطولات السابقة، لأنهم اعتادوا طوال السنوات السبع الماضية مشاهدة نجوم الفرق الأخرى يتوجون بالذهب، أما لاعبو النصر فيكتفون بمراكز الوسط أو على أحسن تقدير المركز الرابع. بل الأدهى أنهم أحيانا لا يكتفون بالمركز الرابع فقط بل يجب أن يخرجوا من الدوري بخسارة يسجلها التاريخ كأن يتلقوا (نصف درزن) من الأهداف، كما فعلها الاتحاد من قبل وكأنها عقاب على دخولهم المربع.
رقم قياسي
أكاد أجزم أن النصر غير خلال ثلاثة مواسم أكثر من عشرة مدربين، وهذا عدد كبير جدا حتى بالنسبة للدوري السعودي الذي تعودنا فيه أن الفرق تغير المدربين باستمرار، لكن ألم يلاحظ المسؤولون في النصر أن المدربين تغيروا لكن بقي الحال كما هو؟! تغير المدربون وتغيرت الإدارات، لكن الأهم هم اللاعبون فلم يتغيروا. لا المدربين ولا الإداريين هم الذين سوف يغيرون حال النصر وإنما اللاعبون واللاعبون فقط. بعد رباعية الفيصلي الشهيرة استغنت الإدارة عن ستة لاعبين كإجراء وقائي لامتصاص غضب الجمهور، لكن الغريب أن بعض هؤلاء المنسقين لم يكونوا ممن ساهموا في نكسة الفيصلي، بل إن بعضهم لم يلعب منذ زمن بعيد، صحيح أن بعضهم كان يجب الاستغناء عنهم حتى قبل أن تحدث النكسة، لكن قدر الله أن تكون هذه الرباعية المستحقة سببا في إبعادهم.
يجب أن يعلم القائمون على النصر أن الحل ليس في جلب مدربين بل في جلب لاعبين سعوديين مميزين، لأننا منذ بداية الاحتراف اعتدنا أن نرى النصر يلعب دور المتفرج في السباق على اللاعبين السعوديين المميزين الذين تتهافت عليهم الأندية الكبرى فقط كالاتحاد والهلال والأهلي والشباب. أما النصر فقد اكتفى بجلب الجنوبي عبدالله صاحب (تعشيقة الدباب) كما قال الأسطورة ماجد عبدالله والعجمي الذي أبى إلا أن يخرج النصر من دوري أبطال العرب العام الماضي عندما حاول أن يقطع الكرة من المهاجم الأردني بطريقة مشابهة لتعشيقة الجنوبي، وغيرهم الكثير الكثير ممن ابتلي النصر بأن يكونوا أساسيين فيه. الحسنة الجيدة من اللاعبين هو النجم الموهوب أحمد المبارك الذي إن لم تجلب الإدارة لاعبا مميزا يساعده في الوسط في أسرع وقت فإنه سيفقد الكثير من مستواه وستفقد بذلك الكرة السعودية نجما شابا.
اللاعبون الأجانب.... مقلب
أما على صعيد الأجانب، فلم يعد النصر كما كان يضرب به المثل في جلب الأجانب المميزين مثل فوفانا وجونيور وسميجاني وخوليو سيزار وروك بوسكاب وتينوريو، لقد أصبح النصر مرتعا لتجربة اللاعبين الأجانب فقبل موسمين أهدى منصور البلوي النصر اللاعب ليما الذي يمكن أن يكون بروفسور لكن من المستحيل أن يكون لاعب كرة قدم، ثم أتى في بداية الموسم قاق الذي كان أحد أسباب رباعية الفيصلي، ثم جاء ماساماسو الذي كان جيدا في البداية لكنه شيئا فشيئا بدأ يظهر أنه لم يكن بمستوى الطموح، حتى جاءت مباراة الاتحاد الأخيرة وأثبت أنه لاعب مقلب عندما ثبت الكرة بطريقة غريبة جدا للحارس شريفي (بطريقة تذكرني بالرقص الشعبي الكويتي) ولم يشاهد الحسن كيتا من خلفه الذي سددها في المرمى بكل سهولة ويسر، ولو أن أحد لاعبي الاتحاد أراد تثبيتها بهذه الطريقة لاستحال عليه ذلك، فإذا أردت مشاهدة كل جديد في عجائب التغطية الدفاعية فما عليك إلا مشاهدة مباراة واحدة للنصر فهي كفيلة أن تحقق لك كل ماتريد، أما دينيلسون فيحاول إعطاء النصر كل ما يستطيع لكن (اليد الوحدة ما تصفق) لأنه وحيد في الوسط إذا ما استثنينا أحمد المبارك. أما فيما يخص بلانكو فأعتقد أنه من الأجدى للنصر أن تبحث الإدارة عن لاعب يفيد النصر أكثر منه في مركز آخر.
نسمع جعجعة
تحاول إدارة النصر العمل على انتشال النصر من الحالة المزرية التي يعاني منها حاليا، لكن الحقيقة أننا نسمع جعجعة ولا نرى طحنا؛ لأننا لا نرى نتائج مبشرة بالخير، ولكن قد يقول قائل: إن هذا العمل على الرغم من كثرته (غير مبروك) فالنصر من سيئ إلى أسوأ!! فهناك الكثير من المشاكل الإدارية، وعدم الاستقرار الفني والدعم المادي الشحيح، وما المشكلة مع الأستاذ حسام الصالح إلا خير دليل على المشاكل الإدارية. فبعد أن استقال بسبب تهميش دوره خسر النصر رجلا كان النصر في حاجة ماسة له لأنه كان بإمكانه أن يدعم النصر ماديا، كما يفعل البلوي في الاتحاد والبلطان في الشباب ولأن النصراويين كانوا يشتكون دائما وأبدا من قلة الدعم المادي، فكيف يفرطون في عقلية اقتصادية مثل الأستاذ حسام الصالح؟!
إهمال علاج الإصابات
إن العمل يجب أن يكون عملا جماعيا، وليس فرديا، ويجب أن يعمل كل في اختصاصه حتى يصل النصر إلى مكانته التي فقدها منذ زمن ليس بقريب ويفرح بذلك جمهوره المكسور الذي من الممكن أن يسموا بالبؤساء، وكما يقال قوم تعاونوا ما ذلوا.
منذ الموسم الماضي والنصراويون ينتظرون عودة النجم الشاب محسن القرني الذي أصيب إصابة غامضة، ولحقه زميله شراحيلي بعد أن تعرض لحادث مروري، لكننا لم نسمع أحدا يتكفل بعلاج النجمين الشابين من داخل النصر!! إلى أن جاء الأستاذ حسام الصالح وأعلن أنه على استعداد لتحمل تكاليف علاجهما مع عبدالرحمن البيشي في أي مكان في العالم.
في النصر إذا أصيب أي لاعب يتم عرضه على مستشفيات ليست بتلك الجودة ويتم علاجه على أقل من مهلهم للتوفير!! حتى تتفاقم الإصابة أو يهمل اللاعب بطريقة غريبة ويكون الخاسر الوحيد فيها النصر، أما إذا فشل العلاج أو لم يقم أحد بتحمل علاج اللاعب فإنه يعامل بطريقة (قم العب ما فيك إلا العافية).
أما في الأندية الأخرى، فنجد أن اللاعب إذا أصيب (حتى وإن لم يكن نجما) فإننا نرى أعضاء الشرف يتسابقون على علاجه في الخارج وليس الشميسي كما في النصر (و هذا ليس تقليلا من الشميسي).
صراع من أجل البقاء
حاليا يصارع النصر على البقاء. محتلا بذلك المركز العاشر برصيد 11 نقطة بفارق 4 نقاط فقط عن صاحب المركز الأخير الحزم، وبذلك يصبح النصر في منطقة الخطر بل إن بعض الجماهير باتت خائفة من الهبوط إلى الدرجة الأولى!! فبعد أن كان فارس نجد ينافس للحصول على البطولات أصبح ينافس حاليا على البقاء ضمن أندية الممتاز!!
لكن بعد أن انتظرت هذه الجماهير أن يحقق النصر بطولة المصالحة لهم الموعودة يخشى بعضهم أن تكون هذه البطولة هي بطولة الصعود إلى الدرجة الممتازة!!
لكن بتضافر الجهود ونبذ الخلافات من أجل النصر فإن النصر قادر على العودة كما كان بطلا مرعبا ولا يخشى أحدا.