الفضائيات ساهمت في نشر التّعصب

قد يقول البعض، وفي هذه الفترة من مراحل الدوري إننا نسير إلى الأحسن.. والواقع ربما يقول عكس ذلك، فنحن ما زلنا ندور حول أنفسنا في مساحات فارغة.. في وقت كنا نأمل أن تتواصل رياضتنا في تقدمها مع باقي القطاعات، ولعل ما حدث مؤخراً وتحديداً في الجولتين الأخيرتين هو أوضح وأسهل مثال!!
فما زال المتهم (بريئاً) والبريء تدور حوله الدوائر؟؟
قد يكون مساعد الحكم في مباراة الديربي أخطأ في تلك الحالة الشهيرة.. وبالطبع فهو لم يكن عامداً متعمِّداً.. فأصبح هذا الخطأ لدى البعض من الذنوب التي لا تغتفر وسيظلون يرددونها كل صباح ومساء ويستدلون بها متناسين جملة من الأخطاء جاءت لصالحهم فيما مضى وربما لما هو آت إن استمر الوضع على ما هو عليه.
ومع بدء الحزم في اتخاذ أنواع العقوبات فلا يزال للتعصب والبلطجة بقية.. كم من حالة للاعبين في محاولة الاعتداء على الحكام بعد (دينلسون والخوجلي)؟ فالكل شاهد لاعبي الأهلي أمام الهلال في محاولات لتكرار ذلك من لاعبين محليين ومحترفين!! كل تلك المحاولات قد تكون أمنت (خفة) العقوبة إن حصلت عقوبة؟ وقد تكون نتيجة للحشو الإعلامي السلبي الذي استغل هذه الأحداث ليجعل من فريق الهلال الفريق المدلل من الحكام، حيث تكاثرت تلك الشخصيات مع الأسف في الفضائيات خصوصاً ومنها من اتجه لوسائل أخرى ليشرح ويفصل في الحديث عن أخطاء تحكيمية ضد فريقه ولو قبل مئات السنين!!
وهكذا وفي ظل هذه الحملات المعتادة نجد أن البطولات تتهادى بين فترة وأخرى لأصحابها نتيجة (النوايا الحسنة).
لا نريد (حل) لجان التحكيم.. إنما نريد (حلاً) لمعوقات التحكيم.. نريد علاجاً لتلك الحالات المسببة لأوضاع التحكيم، فالتصاريح قبل المباريات ظاهرة هي في طريقها للزوال.. يتبعها.. ما يطلبه الفضائيون، ففي القنوات أصبح الكل يتكلم بما في داخله بلا وعي ولا ذوق، ولا رادع، وكثرت الأسماء المستعارة من شخصيات لها وزنها.. أما أكثر المؤثرات على الحكام في الآونة الأخيرة فيقوم بها (القادمون من الخلف)!! من لاعبين ومسؤولين وجماهير (أمنوا العقوبة) فتلك هي التي أذكت وأظهرت كل المؤثرات..
نسأل الله أن يعين سمو الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف وهما على رأس الهرم الرياضي على تدارك الوضع الحالي بمزيد من الدقة ونبذ كل ما يرتبط بالتعصُّب وما قد يؤثر في الأجيال الصغيرة القادمة وهي التي أصبحت تتابع وتشاهد وتحضر المباريات أكثر من غيرها..