| |
علاوة الإصدار (القشة) التي قصمت ظهر الاكتتابات انفضاض الطوابير.. من تخصيص 4 أسهم في البلاد إلى 50 ألف سهم في العبد اللطيف
|
|
* الرياض - عبد الله البديوي: أعلنت مجموعة سامبا المالية يوم الأربعاء الماضي عن نتائج الاكتتاب في أسهم شركة العبد اللطيف للاستثمار الصناعي الذي انتهى بتاريخ 27 ذي القعدة 1427هـ حيث تجاوز عدد المكتتبين 700 ألف مكتتب، بما قيمته 1323 مليون ريال في المجموعة الصناعية السعودية المتخصصة في إنتاج السجاد والموكيت والبطانيات ومستلزماتها. وكانت مجموعة سامبا المالية (مدير الاكتتاب) قد أعلنت قبل يوم واحد من نهاية الاكتتاب عن إزالة الحد الأعلى لعدد الأسهم التي يمكن للمستثمرين الأفراد الاكتتاب فيها، في خطوة مفاجئة وغير مسبوقة أرجعها الكثير على أنها نوع من معالجة العزوف عن الاكتتابات من قبل المواطنين. هذا العزوف لم تكن بدايته في اكتتاب العبد اللطيف، بل لوحظ التدرج النزولي في أعداد المكتتبين في الطروحات الأخيرة بعد أن كانت أعدادهم تصل إلى عشرة ملايين مكتتب كما هو الحال في اكتتاب (إعمار)، مما يضع أكثر من علامة استفهام حول مستقبل الاكتتابات القادمة خصوصاً إذا علمنا أن من ضمن خطط الهيئة المالية التي أعلنت عنها تعميق السوق بإدراج العديد من الأسهم فيه.. ما جعل البعض ينتظر تجربة إدراج سهم شركة العبد اللطيف للاستثمار الصناعي أملاً في انتشال إخفاقات إدراج أسهم الشركات ذات العلاوات الذي سيترك بلا شك أثراً كبيراً في مسيرة الاكتتابات القادمة.. نقطة التحول الكبيرة في العزوف عن الاكتتابات في نظر الكثير من المستثمرين كانت عند تداول سهم شركة (سبكيم) في يومها الأول دون سعر الاكتتاب في سابقة جديدة من نوعها، ويرى الكثير أن تداول سهم (الحكير) مطلع هذا الأسبوع دون سعر الاكتتاب هو القشة التي ستقصم ظهر الاكتتابات ذات علاوة الإصدار. وقد أرجع كثير من المتداولين السبب الرئيسي في هذا العزوف إلى علاوات الإصدار المبالغ فيها، وأن العائد المجزي الذي تعود المكتتبون تحصيله جراء اكتتابهم (وصل إلى 1900% في اكتتاب البلاد) لم يعد موجوداً، بل وصف البعض المشاركة في الاكتتابات بأنها مغامرة تدخل في حسابات الربح والخسارة. (الجزيرة) بدورها استطلعت آراء المستثمرين حول هذه الظاهرة، حيث يرى المستثمر (عبد الله بن طالب) أن السبب الوحيد يكمن في ارتفاع قيمة علاوات الإصدار وقال: لماذا أكتتب في شركة بسعر قد أشتريه بعد إدراجها في التداول بسعر أقل، ووافقه الرأي المستثمر (ناصر الزيد) وأضاف: لم أفوت أي فرصة اكتتاب خلال الأعوام الماضية، ولكن بعد خسارتي في (سبكيم) قررت أن لا أكتتب في سهم يوجد فيه علاوة إصدار بأي شكل من الأشكال!! من جانب آخر أوضح الدكتور مقبل الذكير أسباب هذا العزوف بقوله: (هناك أسباب عديدة لهذا الأمر، من بينها انعدام الثقة عند المستثمرين في السوق وفي السعر الذي حددته الهيئة للاكتتابات ذات علاوة الإصدار، وهذا الأمر ترسخ لديهم بعد أن رأوا الأسهم المكتتب فيها تتداول دون سعر الاكتتاب) وأضاف الدكتور مقبل: (هناك سبب آخر، وهو تأثير الوضع العام والخسائر الكبيرة التي مني بها السوق وهو ما أضعف السيولة لدى شريحة كبيرة من المواطنين). بينما يُرجع الدكتور سالم باعجاجة أسباب ذلك بقوله: (إن هبوط السوق أثّر كثيراً على إقبال الناس على الاكتتابات، لأن الأسهم التي اكتتب فيها المستثمرون في عام 2006م طرحت للتداول بأسعار منخفضة، بل إن بعضها طرح دون السعر الذي حددته الهيئة للاكتتاب، مما حدا بكثير من المستثمرين تجنبها، وطالب الدكتور باعجاجه بوضع حل لعلاوات الإصدار المرتفعة). والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل انتهت ظاهرة حرص المواطنين على الاكتتاب؟ وهل ولَّت طوابير المكتتبين عند البنوك إلى غير رجعة؟ وهل أنقذت خدمات التقنية والاكتتابات الإلكترونية بعض الشركات المطروحة من الإحراج بسبب عدم الإقبال على الاكتتاب فيها أم أنها مجرد غيمة قرب زوالها؟!
|
|
|
| |
|