في البداية
قال الشاعر الكبير بدر الحويفي الحربي:
انا اتشرف بالكلام الثميني |
وان جت من العاقل ضميري عقلها |
عندي لها ملفى وحصنٍ حصيني |
وافهم ملامس دقها من جللها |
لا زالت الفرصة سانحة في انتقاء (شاعر المليون) المنتظر بكل صدق وأمانة وإخلاص، وذلك لأن الكل ينظر لهذا الشاعر وكيف يتم انتقاؤه ليمثل شاعر المليون كما تمت التسمية، ولذلك فإن المهمة جسيمة والأمانة عظيمة وستقع على عاتق اللجنة التحكيمية بالدرجة الأولى والجمهور الحضور بالدرجة الثانية، ومن هذا المنطلق فإنني أنظر وأجزم بأن البرنامج جاءت فكرته ناجحة بكل المقاييس واختيار اللجنة التحكيمية كذلك وفقها الله وأعانها، ولكن ما أخشاه ويخشاه الغالبية أن تنعكس هذه النظرة لا قدَّر الله، كما أرى أن التريث وعدم العجلة في دورة البرنامج بهذا الشكل هي الأفضل، ولا سيما أن هذا البرنامج سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه بنقلة نوعية وفكرة شعرية غير مسبوقة، وأتمنى أن يكون الاختيار موفقاً، ومن هنا لا بدَّ من تشكيل لجنة تحكيمية عليا للمساندة؛ كأن يتم اختيار (على سبيل المثال) الناقد المعروف محمد العصيمي (للنقد)، أو اختيار الدكتور سعد الصويان، أو كلاهما معاً، كذلك اختيار الشاعر المعروف الحميدي الحربي الذي عُرف عنه إخلاصه لهذا الجانب من موروثنا الشعبي عامة والشعر خاصة، وذلك لانتقاء القصائد ذات الجزالة والعمق الشعري والمعاني السامية بالإضافة للوزن والقافية والجرس الموسيقي للنص المطلوب إجازته، وكذلك يتم اختيار شاعر أو شاعرين من كل دولة خليجية للمساهمة والتوافق بين الجميع. لأنني في الآونة الأخيرة وللأمانة أرى علامات استفهام وتعجب بدأت تظهر على سطح البرنامج بدءاً من ملامح ظهور المجاملة الواضحة من قبل اللجنة التحكيمية أو من قبل التفاعل العاطفي البحت من الجمهور الحضور بغض النظر عن سلامة النص الشعري سواء كان مستقيماً أو خلافه والفوارق البيئية التي بدأت تتضح بين اللجنة والجمهور، وهذا ما يخشى منه أن يوجد خللاً كبيراً بالبرنامج وفكرته الجيدة، ويخشى أن يكون أضحوكة العصر. أتمنى أن يتم تدارك ذلك قبل فوات الأوان، وأن يكون اسم شاعر المليون على المسمى المرجو منه. كما أتمنى ولا أرى أن هناك ما يمنع أن تكون فترة البرنامج أطول ويمدد له، وألا يمر بهذه العجالة المفرطة لتعطى الفرصة لأكبر شريحة ممكنة من الشعراء الذين للأسف تفاجأنا بغياب الكثيرين منهم لخوض غمار هذه المسابقة وفكرة برنامجه الناجحة، وحتى لا تتولد أيضاً الشكوك في عجالة هذا البرنامج وحسمه بهذه النتائج السريعة وكأن هناك شيئاً يدور من خلف الكواليس، وحتى أيضاً لا يُعزى انسحاب البعض منه إلى أن هناك شيئاً ما يحاك في الخفاء!! لانتقاء شاعر المليون المنتظر!!
وهذه حقيقة لا يحبّذها الجميع، ونرجو أن يكون شاعر المليون (اسم على مسمى)، وألا تدخل قوة الشاعر الإلقائية والوسائطية في اختياره.. والله من وراء القصد.
في النهاية
يقول الشاعر عبد الله بن حمير آل سابر الدوسري:
قدموها وقالوا ذي خيار القصايد |
والحقيقة إذا برقت ما هي سليمة |
لكن السر معروفٍ لربع الفوايد |
كل متألقٍ يعطي على النشر قيمه |
يمدح السوق رجالٍ رجع منه فايد |
وعارف البل بلا شك يعرف الوسيمه |
محمد المويعزي
|