| |
خمسة ملايين ريال للجمهور المثالي نزار العلولا
|
|
منذ العام 1927م أي قبل 80 سنة ومجلة (تايم) الأمريكية العريقة تختار سنوياً (شخصية العام) وهي أهم شخصية كان لها تأثير على الأخبار العالمية وعلى حياتنا سلبيا أو إيجابيا خلال السنة، حيث يطمح الكثير من الزعماء السياسيين ورجال الاقتصاد والفن والرياضة للفوز بهذا اللقب، إلا أن المجلة هذا العام كسرت هذه القاعدة واختارت (القارئ) المستخدم لشبكة الإنترنت لنيل لقب شخصية العام يتفوق على الزعماء باعتباره أهم صناع الحدث في العالم. ففي عصر المعلومات ومع الطفرة التقنية في الإعلام انتقل القارئ من تلقي المعلومات إلى صناعتها ليصبح أحد أهم صناع الخبر وتشكيل الرأي العام من خلال المواقع الإلكترونية التي يؤسسها شخص أو مجموعات، حيث يستطيع كل شخص المشاركة برأيه وإضافة خبر أو ملف مرئي لنقل ما يحدث حوله قبل وصول مراسلي وسائل الإعلام التقليدية مما حدا برئيس تحرير مجلة التايم إلى التصريح بأنك (أنت) وليس نحن من نحدث تغييرا في عصر المعلومات، ولو طبقنا هذا المنطق والمعايير العالمية على مجتمعنا الرياضي لوجدنا أن (المشجع الرياضي) هو أهم شخصية مؤثرة في الوسط الرياضي، فهذه المعايير تنطبق محليا على المنتديات الإلكترونية للأندية والجماهير التي تعبر بشفافية عن الرأي العام الرياضي وحالات الرضا والسخط. فمن خلال هذه المنتديات نستطيع معرفة توجهات الجماهير ومتى تغضب وكيف تحتج وتعبر وتحتفل، ومن خلال متابعتها أيضا نستطيع معرفة المؤثرات الرئيسية لسلوك الجماهير وقياس درجة التعصب ومصادره والأهم من ذلك أننا نستطيع رصد الشرارة الأولى لشغب الملاعب الذي يكون عادة مسبوقا بحملة (إنترنتية) لشحن الجماهير وتهييجهم ضد ناد معين أو حكم أو قرار أو ضد لجنة. ولإيماني بأن الجماهير الرياضية هي روح الرياضة وجمالها والمعيار الحقيقي لمستوى الأخلاق الرياضية والحضارة في أي بلد ولقناعتي الشخصية بأن هذه الجماهير لم تأخذ نصيبها الكافي من الاهتمام ولم يفعل دورها في دعم الرياضة فإنني أقترح رفع شعار (المشجع شخصية العام الرياضية) وبناء على ذلك يخصص الاتحاد السعودي لكرة القدم جائزة نقدية بمقدار خمسة ملايين ريال للجمهور المثالي في نهاية كل موسم أو يقسم المبلغ لثلاث جوائز وعندها سيشعر المشجع أن له دوراً إيجابياً في دعم ناديه من خلال المثالية والانضباط والسلوك الرفيع داخل المدرجات، وسيتذكر أن الشغب والسلوكيات السلبية ستظل بناديه وتحرمه من ملايين الريالات، وسيشعر رؤساء الأندية وإداريوها ولاعبوها بمسؤولية أكبر تجاه تصريحاتهم التي يقصد بها تهييج الجماهير وشحنهم، وستشتعل المنتديات الإلكترونية للأندية بالطرح العقلاني والتنافس على المثالية لخدمة النادي من خلال الفوز بهذه الجائزة. وقد كنت وما زلت أطالب باستفادة الجماهير الرياضية من العقود الاستثمارية الضخمة التي يوقعها الاتحاد السعودي لكرة القدم مثل عقد النقل الحصري والبالغ مائة مليون ريال سنوياً وعقود الرعاة الرسميين للاتحادات الرياضية وأتمنى خدمة الجماهير بإعفائها من رسوم التذاكر فالدخول المجاني سيجعل متعة المنافسات الرياضية للجميع وسيحل مشكلة العزوف الجماهيري ولن يؤثر على ميزانية الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي حققت إيرادات بمئات الملايين من استثماراتها إضافة إلى ميزانيتها الضخمة المعتمدة من الدولة. أما إذا اقتصر دور الجمهور على التشجيع فقط دون المشاركة في دعم النادي فإن خسارة المباراة قد تعني فشل المهمة وسيعبر كل مشجع عن غضبه بطريقته الخاصة، فماذا يمنع من إشراك الجماهير في خدمة أنديتها والارتقاء بصورتنا الرياضية التي شوهت مرارا وعلى الهواء مباشرة!! وعلى طريقة مجلة التايم أقول.. أنت أيها المشجع شخصية العام الرياضية سواء أنصفوك أم لم ينصفوك.
|
|
|
| |
|