| |
الشاعر عبدالعزيز المتعب معقباً على الحوار الأخير لسعد إبراهيم: أدعو الأمير متعب أن يحقق أمنية الراحل في الجنادرية.. وآمل من رئيس الهلال هذا المطلب
|
|
كانت وما زالت جريدة (الجزيرة) المنبر الإعلامي المتفرد، ولا غرابة أن يكون الوفاء سمة بارزة جليّة موثقة للقائمين عليها في كل المجالات، وليس أدل على ذلك من جائزة وزير الحج التي يفخر بها كل قارئ متابع لهذه الجريدة الرائدة. وقد طالعت بتأثر شديد وتفاعل موضوعي منصف والله على ما أقول شهيد اللقاء الأخير القيّم في حياة الفنان سعد إبراهيم الذي أجراه معه الصحفي عبدالله الكثيري في العدد 12501 الموافق 29 من ذي القعدة 1427هـ آملاً تكرمكم بإفساح المجال لمداد قلمي المتواضع بالمشاركة بتوضيح النقاط الآتية: أولاً: أتوجه لأبناء وذوي وجمهور هذا الفنان الكبير رحمه الله بصادق العزاء والمواساة في هذا الموقف الذي هو مصير كل حي وأذكرهم بقوله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ) سورة البقرة (155- 156)، وقد ورد في المقدمة التأبينية للأستاذ عبدالله الكثيري في اللقاء الذي أجراه مع الفنان الراحل التالي: (تخلى عنه أصدقاؤه القدامى وحتى التلفزيون والإذاعة لم يقفا معه وشركات الإنتاج أيضاً تجاهلته إنه الراحل الكبير الفنان سعد إبراهيم أحد مؤسسي الفن من المنطقة الوسطى وواحد من الرعيل الأول الذين كان لهم صولات وجولات في الثمانينيات والتسعينيات الهجرية أمثال الراحل عبدالله محمد وطارق عبدالحكيم وفوزي محسون وغيرهم وكان أحد الذين وقفوا مع الفنان محمد عبده في (البدايات) حين قدمه من خلال أغنية (أجل لولاك).. انتهى، والسؤال الذي أوجهه لجمعية الثقافة والفنون وللإذاعة والتلفزيون أين كل منكم - على حدة- عن فنان المنطقة الوسطى الأول من وطننا العزيز بعد كل هذا الحضور التراكمي والجهد من السنوات المتتالية في خدمة الفن، ألم يقدم الأغاني الوطنية الرائدة؟!! ألم يكن هو أول من غنى للشعراء المتفردين في شعرهم كالأمير خالد الفيصل والأمير بدر بن عبدالمحسن والشاعر إبراهيم خفاجي؟ فإذا كانت الإجابة بنعم -ولا أخالها غير ذلك- فما هو التبرير الذي يعقب الندم؟!! يجب أن ينظر إلى الأمر بنظرة جادة فقد عانى الفنان الراحل سعد إبراهيم رحمه الله من (التحييد)، والتهميش ما الله به عليم، وهذا مأخذ له انعكاساته المؤلمة في وقعها على نفوس جمهوره العريض الوفي، كيف لا والذين تهيمن حناجرهم الغنائية في أوقات ذروة البث في الإذاعة والتلفزيون هم في خمس وربع مشواره الفني ومقدرة تمكنه في مجاله، إنه الجحود والنكران لهذا الرمز الفني سواء بدرت بعفوية وبالتالي غمط لحق مستحق أو بتعمد مضاعف في سلبيته بحق الفنان الراحل. وأختتم هذه النقطة من تعقيبي بقوله -رحمه الله- في لقائه مع الصحفي عبدالله الكثيري: (لو كنت أعلم أن نهايتي مع الفن سوف تنتهي بهذا الجحود من الجميع لما دخلت هذا العالم ولكن الندم لا ينفع بعد فوات الأوان). ثانياً: ورد في لقائه ما نصه: (كان لدي حلم أن توجه لي الدعوة في مهرجان الجنادرية منذ بدايته ولكن للأسف لم تقدم لي الدعوة وكان حلمي أن ألحن أحد الأوبريتات الخاصة به ولكن لم أعط الفرصة، مع العلم أنني لحنت العديد من الألحان المتميزة وجهزت نفسي أن أكون أحد المدعوين والمكرمين بالتلحين ولكن لم يحدث ذلك رغم أن معظم الذين لحنوا الأوبريتات كانوا من جيلي أو من تلاميذي في عالم الفن).. انتهى، وبما أن أوبريتات الجنادرية في نجاحات مطردة متتابعة منذ بداية انطلاقاتها، وفي نجاحات وطنية متجددة في موضوعاتها، وهذه مفخرة للجميع ومناسبة لشكر جهد القائمين عليها وعلى رأسهم سيدي صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز الذي يقف جهده، وعنايته الفائقة دائماً خلف كل نجاحات الجنادرية -ملتمساً ومناشداً سموه- وهو الذي عودنا كشعراء وفنانين كل ما من شأنه التشجيع لنا، والتفعيل لجهدنا بمبادراته العملية الجادة من جهة والإنسانية الشفافة من جهة أخرى- بأن يكون الفنان الراحل سعد إبراهيم أحد المكرمين في مهرجان الجنادرية، وليس ذلك بغريب على تفاعل سموه الإيجابي الذي عود الجميع على تكرمه بتقبل الآراء المنصفة المخلصة -إن شاء الله- أطال الله عمره وأدام عزه. ثالثاً: أضاف في لقائه ما نصه: (قدمت آخر أغنية لجماهير الهلال قبل عدة أشهر حيث غنيت لهذا النادي نظير إنجازاته وبطولاته..) ولست أشك بأن سمو رئيس نادي الهلال الأمير محمد بن فيصل بن سعود بن محمد وإدارة نادي الهلال سيتفاعلون بوفاء مع مشاعر الفنان الراحل. رابعاً وأخيراً: على الصعيد الشخصي كانت لي صداقة شخصية بالفنان الكبير الراحل سعد إبراهيم تجعلني أنقل بحيادية وحب ووفاء كل مشاعر أصدقائه الخلّص الحزينة على فراقه، وكان آخر لقاء جمعني به بوجود صديقه سمو الأمير عبدالرحمن بن أحمد بن عبدالرحمن، والأستاذ محمد بن عتيق والأستاذ خالد النفيسة والأستاذ عبدالرحمن بن إبراهيم الباحوث والأستاذ سعد الهزاني والأستاذ خالد الميمان والأستاذ محمد بن نزهان والأستاذ عبدالعزيز الغسلان، وكان يتعامل بكل شفافية الفنان وإنسانية الرجل الوفي المخلص رحمه الله (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).
عبدالعزيز سعود عبدالعزيز المتعب -مستشار قانوني وشاعر ص.ب 22166 الرياض 11495
|
|
|
| |
|