| |
التركمان بكوا رئيسهم المتسلط وواشنطن تأمل في انتقال سلمي للسلطة صراع محتمل على السلطة في تركمانستان بعد وفاة نيازوف
|
|
* الماتي -انطوان لابروشيني - أ ف ب: توقع محللون نشوب صراع بين القوى السياسية في تركمانستان وفي المنفى بهدف السيطرة على هذا البلد الاستراتيجي في آسيا الوسطى وعلى ثرواته الهائلة من النفط والغاز بعد وفاة الرئيس صابر مراد نيازوف. ويستند المحللون في مخاوفهم قبل اي شيء إلى أن نيازوف الذي كان يسمي نفسه (تركمانباشي) (زعيم كل التركمان)، لم يختر رسميا أي خلف له وأن الذين كانوا يعتبرون ورثته المحتملين عزلوا أو سجنوا. وقد تتسبب هذه الشكوك في عدم الاستقرار خصوصا وأن الرئيس الراحل حرص خلال فترة حكمه على القضاء على البنى القبلية التقليدية التي ظلت نافذة خلال الحقبة السوفياتية بأكملها. وأشار دوسيم ساتاباييف مدير مجموعة تقييم المخاطر في كازاخستان إلى أن (الوضع في تركمانستان لا يمكن إلا أن يسوء لأن المعركة ستكون متعلقة بالسيطرة على الغاز التركمانستاني وهذا يعني مبالغ هائلة). وكانت تركمانستان البلد المطل على بحر قزوين الغني بالمحروقات تملك في نهاية العام 2005 احتياطات من الغاز تبلغ 2900 مليار متر مكعب، لتحتل بذلك المرتبة الثانية عشرة عالميا، وهذا ما يثير مطامع القوى العظمى. ويزداد اهتمام الدول الغربية بتركمانستان التي يمكن أن تشكل نقطة انطلاق لأنبوب غاز يعبر بحر قزوين من دون المرور بروسيا. وكان نيازوف أعلن مراراً أنه ينوي تحسين علاقاته بروسيا والصين وإيران وإقامة أنابيب لنقل الغاز في اتجاهها. ومن المقرر أن يعقد نحو 2500 مسؤول تركماني اجتماعا عاما الثلاثاء لتحديد موعد الانتخابات وأسماء المرشحين. وأملت الولايات المتحدة أمس الاحد في انتقال (سلمي ومستقر) للسلطة في تركمانستان، مؤكدة أنها ترى (فرصا) بعد وفاة رئيسها نيازوف. وقال مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون وسط آسيا وجنوبها ريتشار باوتشر الذي شارك في مأتم نيازوف للصحافيين: (ثمة فرص كثيرة في المنطقة.. ونأمل أن تنتهز الحكومة الجديدة هذه الفرص لمصلحة شعب تركمانستان). وأضاف: (نأمل طبعا في انتقال سلمي ومستقر) للسلطة. ووري جثمان رئيس تركمانستان صابر مراد نيازوف الثرى أمس الاحد بمشاركة عشرات الآلاف من مواطنيه الذين طبعهم بطابع شخصيته والقلقين في ظل عدم معرفة من سيخلفه. ووقف التركمانيون بالصف مرتدين الاسود وحاملين الزهور تحت سماء غائمة لإلقاء النظرة الاخيرة على جثمان رئيسهم الراحل المسجى في أحد قصوره في مسقط رأسه في كيبتشاك حيث ووري الثرى في ضريح العائلة الذي يرقد فيه والده المتوفى في الحرب سنة 1943 وشقيقاه ووالدته المتوفون جراء زلزال في العام 1948. ويقع الضريح ذو القبة الذهبية والجدران الرخامية على بعد امتار من المسجد الكبير المجاور الذي نقشت على جدرانه اقوال للرئيس الراحل وبجانبها آيات قرآنية.
|
|
|
| |
|