إن المتتبع لبرامج الإذاعة أو التلفاز أو الصحافة أو وسائل الإعلام الأخرى، يلاحظ تهاوناً أو ضعفاً في الأسلوب اللغوي من بعض المذيعين أو الكتّاب، وعدم التقيد بقواعد اللغة العربية .. فلقد كثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة، لا نعتقد أن المسؤولين في جهازي الإذاعة والتلفاز أو وزارة الإعلام تؤيدها أو تقرّها أولا وهي ظاهرة استعمال اللهجات المحلية أو الدارجة .. والمستغرب في الأمر أن هذا التحول من العربية الفصحى إلى اللهجات الدارجة جاء في وقت أصبح فيه العلم والثقافة أمل الجميع بل إنّ عدد المثقفين اليوم قد وصل إلى رقم لا يتصوره إلاّ من عرف المدى الذي وصلت إليه النهضة التعليمية في المملكة. إن هذا التحول المستهجن عن لغتنا الحبيبة الكريمة المضيافة إلى لهجات محلية، أمر يدعو إلى الدهشة والاستغراب.
فإذا كان المستشرقون الغربيون قد أعجبوا بلغتنا وأكرموها وقدروها ووضعوا عنها العديد من الكتب والمصنفات، أفلا ينبغي لنا نحن أهل هذه اللغة أن نحافظ عليها ونعتز بها ونبثها عبر الأثير لأهلها الناطقين بها، بدلاً من لهجات محلية لا تُفهم إلاّ في مجال ضيق؟.
أكتب هذا الكلام وأنا أستمع إلى أحد المذيعين وهو يرفع الاسم المجرور بحرف الجر والذي يعرفه طالب المدرسة الابتدائية.
وبمناسبة ذكر المدارس يتبادر إلى ذهني موضوع مهم وهو ظاهرة ضعف الطلاب في مادة اللغة العربية وعدم الاهتمام بها وتحولهم عنها إلى اللغات الأجنبية الأخرى، وكأننا نصفع شاعرنا العربي الأصيل أبا الطيب المتنبي عندما يقول: