| |
ما ضوابط العلاج بالأعشاب؟
|
|
اطلعت على ما كتبه د. محمد غياث التركماني، في جريدة الجزيرة عدد 12497 تحت عنوان: الطب الشعبي الفضائي (أضغاث أحلام)، وحول هذا الموضوع يطيب لي المشاركة بالآتي: أتاحت بعض القنوات الفرصة لكل من هب ودب، أن يستعرض اكتشافاته الخطيرة والنادرة في علاج كثير من الأمراض التي عجز الطب الحديث بما يملكه من تقنيات متطورة، وجهود متواصلة عن اكتشاف أدوية حاسمة لها، ولا أنكر أبداً فاعلية بعض الأعشاب في العلاج، فهو معروف منذ القدم، وفي وقتنا الحاضر نلحظ عودة قوية لاستخدامه في علاج بعض الأمراض، ولكن الأمر الذي أود التنبيه إليه دعاوى لاكتشاف أدوية فعالة في علاج كثير من الأمراض المستعصية، حيث ركب الموجة حفنة ممن ماتت ضمائرهم، فلم يعد لهم من هدف سوى جمع المال بأي وسيلة كانت، مستغلين ضعف المريض، واستجابته لكل نداء، طلباً للعافية. ولقد دخلت أحد محلات العطارة التي ذاع صيتها، فسألت عن دواء للسكر، فعرض عليَّ البائع زجاجة مملوءة بخليط عشبي، علقت ذرات منه في محيطها الخارجي، ولا يوجد على الزجاجة ما يشير إلى مكوناتها ولا إلى تاريخ إنتاجها ولا إلى الجهة المصنعة، ولا يوجد تصريح باعتمادها من الجهات المعنية، وقيمتها (400) ريال.. ناقشت البائع في مدى فاعلية هذا الدواء، فذكر أن كثيرين ممن استخدموا هذا المركب، انخفضت نسبة السكر عندهم، فخرجت من المحل وأسئلة كثيرة تدور في رأسي: ما مكونات هذا الخليط العشبي؟ ألا يمكن أن يوجد من ضمن مكونات هذا الخليط مواد سامة، أو ذات ضرر على أجزاء أخرى من الجسم؟ وهل من المستبعد أن يعمد بعض ضعاف النفوس من القيام بخلط بعض أدوية السكر المعتمدة للعلاج مع هذا الخليط؟ ومن ثم شعور المريض بالتحسن، فيظن أن ذلك من فعل هذا الخليط العشبي المجهول الهوية، وقس على ذلك بقية الأمراض. ولكم تصور ماذا سيحدث من انتكاسات صحية خطيرة في حال تناول مقادير غير مقننة؟ وفي غير أوقاتها التي يقدرها الأطباء، وعرضها للبيع بأسعار خيالية، والمريض مثل الغريق يتعلق حتى بالقشة. لذا.. على الجهات المعنية تكثيف الجولات الميدانية، فالعافية والصحة هي رأس مال الإنسان.
محمد بن فيصل الفيصل / المجمعة
|
|
|
| |
|