| |
أفق الطريق إلى مجتمع المعلوماتية سلطان بن محمد المالك*
|
|
مع تزايد أهمية الاتصالات وتقنية المعلومات في كافة مجالات الحياة، فقد شهدت السنوات الأخيرة اهتماماً متزايداً من قبل كافة الجهات الرسمية الحكومية ذات العلاقة (وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات والهيئة العامة للاستثمار ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية وغيرها) وشركات القطاع الخاص المتخصصة في الاتصالات وتقنية المعلومات، يأتي ذلك بالتأكيد بدعم من حكومتنا الرشيدة تتبلور في صورة خطط وطنية طموحة لدفع جهود البنية التحتية في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، وتشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي القائم على المعرفة والتقنية المتطورة، وإتاحة خدمات (الإنترنت) في مختلف مراحل الحياة، والتوسع فيها لتشمل جميع شرائح المجتمع، فحتى الربع الثالث من العام 2006 م ارتفع عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة إلى 20%، ومستخدمي الهاتف المتنقل إلى 73% ومستخدمي الهاتف الثابت إلى 16%، ومن المتوقع أن تتزايد تلك النسب مع دخول شركات جديدة لتقديم مزيد من الخدمات خلال السنوات القليلة القادمة. لا شك أننا بحاجة إلى مضاعفة استخدام كافة وسائل الاتصالات وتقنية المعلومات وبالخصوص الانترنت من إجمالي مجموع عدد السكان بجميع شرائحهم، من أجل أن نضع بلدنا في مركز متقدم بين دول المنطقة ولنحقق أهداف حكومتنا الرشيدة الرئيسة في التحول إلى مجتمع المعلوماتية. فبناء مجتمع المعلومات والمعرفة الذي تسعى إلى تحقيقه الدول اليوم لا يقتصر فقط على إعداد البنية التكنولوجية وتوفير أجهزة الحاسب الآلي وزيادة عدد مشتركي الإنترنت والهواتف الثابتة والمتنقلة من خلال التسهيلات وتخفيض رسوم الاستخدام، وإنما يعني في الأساس، صياغة رؤى وإستراتيجيات وقيم ومعايير تحوي مختلف جوانب الحياة، التعليمية التربوية منها والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وبما يحقق التوظيف الأمثل للاتصالات وتقنية المعلومات، وبما يعمل على تسريع نسق التنمية الشاملة، وإعادة صياغة المجتمع المحلي بما يتفق والتغيرات العالمية الراهنة في مجالات الحياة كافة، التي تتطلب بدورها مجتمعاً منفتحاً على العالم ومتمتعاً في الوقت نفسه بمزيد من الديناميكية الاقتصادية التي تقوده إلى مستويات أكبر من الرفاهية. إن مجتمع المعلومات والمعرفة يصبح خياراً إستراتيجياً يتعدى ما هو تقني ليطال النموذج التنموي بمفهومه الشامل. ولكل هذا باتت الحاجة ملحة للمضي قدماً نحو تنفيذ كل ما وضع من خطط للوصول لمجتمع المعلومات والمعرفة الذي تنشده حكومتنا الرشيدة، ولعل الخطط والسياسات التي تبنتها وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات من خلال إطلاق مشروع التعاملات الإلكترونية (يسر) وما يتوقع أن يحدثه من نقلة في الحصول على العديد من الخدمات إلكترونياً، أحد الأمثلة للتحول لمجتمع المعلوماتية، ولأهميته سيعقد مؤتمر خاص للتعريف بالمشروع برعاية كريمة من لدن خادم الحرمين الشريفين بنهاية هذا الشهر، كما أن مبادرة الهيئة الخاصة بالمدن الذكية وتجربة مدينة الرياض كأول مدينة ذكية في المملكة التي سيرعى سمو أمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبد العزيز مؤتمراً خاصاً بها في شهر محرم كلها ستساهم بكل تأكيد نحو التحول التدريجي إلى مجتمع المعلوماتية. قد يواجه الأمر بعض الصعوبات والمعوقات ولكن أصبح هذا التحول ضرورياً ولا مفر منه.
* Fax2325320@ yahoo.com |
|
|
| |
|