الحقيبة التي كان يحملها الرئيس الفلسطيني (هنية) وكانت تحوي (35) مليون دولار كهبة سياسية من إيران كانت تحوي برفقة هذا المبلغ (خريطة الطريق) أيضاً، ولكن ليست الخريطة الخاصة بالرئيس (بوش)، لكنها الخريطة بنسختها الفارسية؛ تلك التي ابتدأ تنفيذها في لبنان عبر جماعة المعتصمين حول سراي الحكومة، وتكمل حماس بقية البنود.. ولعل جنوب العراق به بعض من تفاصيل هذه الخريطة.
أحد أبرز الندوب والعيوب السياسية في العالم العربي أن معظم الأنظمة ذات الأجندات الثورية المتخمة بالشعارات والتكدس اللغوي لم تضع الوطن كخط أحمر مقدس لا يقبل المساومة أو المزايدات، وما من مانع لدى تلك الأنظمة أن تجرّ البلد برمته إلى مستنقعات الحروب الأهلية والمصائب والمهالك تحقيقاً لتهديدات معينة أطلقها زعيم على منبر في فورة حماسية خطابية.
كان أدب النقائض الذي انطلق في العصر الأموي عبارة عن مجموعة من قصائد الهجاء المتبادلة بين عدد من كبار فحول الشعر في العصر الأموي، تلك القصائد تأخذكم في بانوراما متكاملة على المشهد السياسي والثقافي في ذلك العصر، فهي مزدانة بكل ما يهول ويفزع من الهجاء المقذع البذيء المتخم بالعصبيات القبلية والمذهبية، والنيل من الأشخاص والأباء والأمهات، والنعرات المناطقية، والفحش السياسي، وكل ما تتخيلونه من جاهلية شعرية قامت بين الفرزدق الذي كان يباهي بمنبته وأصوله الرفيعة، وجرير الذي عُيِّر بأصوله الوضيعة، بينما كان المغمز الأول في حق الأخطل كونه نصرانياً يأكل لحم الخنزير.
من نموذج أبياتها المشذبة المهذبة ما قاله الفرزدق لجرير: