| |
ومن نكد الدنيا.. الأصدقاء محمد إبراهيم فايع - خميس مشيط
|
|
ليس شرطاً أن يكون صديقك غنياً أو من أبناء الذوات أو من أصحاب الجاه أو من طبقة معينة أو فئة معروفة في مجتمعك، إنما الصديق الذي تحتاج إليه هو من يتصف بالنبل والأخلاق الحسنة والشهامة، الصديق الذي يحب لك ما يحبه لنفسه ويكره لك ما يكرهه لنفسه، الصديق الذي تريده هو من يتحلى بالقيم الأصيلة ومنها أن يفرح لنجاحات الآخرين وكأنه نجاحه، ويسعد لسعادتهم ويحزنه ما يؤلمهم سواء كان غنياً أو من أصحاب الحال المستور. إن من تعب الحياة كما يقول أبو العلاء أن تصطدم بأشخاص في ميدان عملك، في الشارع، في مجالسنا الاجتماعية، وقد تجرَّدوا من أصالة الشيم ونخوة الشهامة وتفضحهم المواقف عندما تظهرهم على طبيعتهم لك فتبيِّن لك حقيقتهم ومواقفهم فتعرف أن ضحكاتهم ليست إلا مجرد ابتسامات صفراء تخفي خلفها حقداً.. بغضاً.. حسداً وقلوباً مريضة وتعرف أنهم أصدقاء مصلحة وقربهم أو بعدهم منك وفق مؤشر مصالحهم في النفع أو عدمه، وما أكثر الأصدقاء من هذه العينة أصدقاء المصالح.. أصدقاء المنفعة.. الأصدقاء الانتهازيون.. أصدقاء الدجل والمنفعة فقط. مثل هؤلاء الأصدقاء وهذه الصداقات لا نحتاج لها ولا نرغب فيها ولن تتوقف الحياة عندنا إذا ما غادروا ساحاتنا لأنهم لم يبنوا صداقاتهم معنا على أساس من الحب وقواعد من الصدق فما الداعي أن نبقيهم في خانة الأصدقاء والزملاء؟. لهذا ما أروع الصفاء حينما يملأ القلوب لتصبح قلوباً صافية فتواسي في المواقف الصعبة، وتساعد عندما يكون العون هو المطلب لإظهار عمق الصداقة.. نحن نحتاج إلى صداقة تحترم طهر القلوب وصدق المشاعر والقلوب.. والمشاعر كفيلة أن تصفح عندما تزل القدم أو يعثر اللسان أو تعظم الذنوب.. لكن عندما تكون القلوب مريضة والمشاعر خالية من الصدق فهي كفيلة أن تكشف أصحابها في كثير من المواقف ليظهروا على حقيقتهم (وجزى الله المواقف الصعبة كل خير) لأنها تكشف الصديق من العدو وتظهر عفن القلوب لكثرة ما بات فيها الحقد والحسد والبغض حتى أحالها إلى قلوب سوداء تأكل بعضها فتقتل النقاء والصفاء والطهر فلا تعرف سوى العداوات لأنها استهوت ذلك الفعل واستهوت الشماتة والنميمة وتفريق الأحباب وزرع الفتن. ولذلك فالمرء منّا يجب أن يكون على حذر لأن هناك معنا ومن بيننا من يمثِّل دور الصديق.. لكنه بعيد كل البُعد عن الصدق. ومن نكد الدنيا على المرء أن يرى صديقاً له ما من صداقته بد يراه في عمله.. في مجلسه.. في مجتمعه فماذا يصنع؟.
faya11@hotmail.com |
|
|
| |
|