| |
أقلام المنتديات.. هل نحن عنها غافلون؟ نورة بنت سليمان الخويطر/ عنيزة
|
|
تحدث الكثيرون عن الأقلام التي تتخذ من المنتديات مرتعاً خصباً للانتقادات اللازمة الخارجة عن الأدب أحياناً وكيل الاتهامات ما كان منها حقاً وما هو باطل على حد سواء، والتي مع كل أسف ما هي إلا إفراغ شحنات غاضبة على قرار مسؤول ما أو آلية نظام أو إساءة لشخص بعينه تصفى بها حسابات أقرب إلى السلوك الطفولي المضحك المبكي في ذات الوقت. بل إن الأمر تعدى ذلك إلى الكشف عمن يؤيد الفكر الضال ويصفق مع شنيع فعل الإرهاب واقفاً ضد الوطنية مع قتل الأبرياء وكذلك عمن يقف مغمض العينين في صف الانسلاخ عن مبادئه وقيمه الإسلامية العريقة لاهثاً وراء دعاوى التحرر والتمدن الزائفة!! والكون الحاسوبي حين يعج بمثل هذا فإنه (يعرينا أمام أنفسنا) كمربين لأن البعض منا فشل في تربية نجله - شاباً كان أو فتاة - على معاني تظهر حاجتها تباعاً كلما شب وترعرع مثل أبجديات الحوار والتعايش مع الاختلاف تقبل الآخر، الحديث الموضوعي والمناقشة بدلائل وحقائق بعيداً عن التعميمات والشائعات و... و... وغيرها كثير. لنجد أننا أمام اندفاع ثائر يلغي التفكير المنطقي متأهباً للرد بكل تشنج وحساسية مفرطة تنزلق به إلى الخطأ الذي قد يعز إصلاحه. ولأن الاسم مستعار والهوية خفية فإن كل ما حاك في صدره قد أطلع عليه الناس (من مرتادي منتداه) وإن يك إثماً؟! ويزداد الأمر سوءاً حين تناقشه في ذلك ليذهب إلى أن هذه واحدة من ممارسات حرية الرأي المشروعة تحققت له من خلال المنتديات حيث لم تكن موجودة قبلها، خاصة وأن أياً من الصحف أو المجلات ستقبل بهذه الآراء مواد للنشر وهو أول من يعلم ذلك علم اليقين!! ورغم أن ما ذكر ليس بالجديد على أي قارئ إلا أننا لم نشهد حتى الآن جهوداً تحتوي هذه القضية وتتعامل معها بجدية لتوجيهها التوجيه السليم مع الإفادة من القدرات الكامنة الجيدة فيها بدلاً من الاستسلام العاجز الذي ينتهي بتفاقم سلبيات الحرية الواهمة. وأرى أن نبدأ بوضع خطة عمل تشترك فيها أكثر من جهة لعلاج هذا الخلل الذي أفسد علينا جزءاً من هذه التقنية الرائعة تاركاً سلبياتها تطغى على إيجابياتها بلا مبالغة ولنبدأ بمساهمة الخطاب الدعوي المستمر والموجه إلى مختلف شرائح المجتمع ذات العلاقة. مروراً بحملات إعلامية ضخمة بأساليب جاذبة تحاكي الجميع ويمكن ربطها بأنشطة رياضية مثلاً تحقق أهدافنا المنشودة، إضافة إلى تواصل مؤسساتنا التربوية مع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لنشر أدب الحوار ومهارات التواصل الفعال في ميدانه - ضمن جهوده الكبيرة في هذا المجال - مع يقيننا بترحيبهم بمشروعات كهذه وليبادر مدير التعليم وعميد الكلية ومدير الجامعة إلى اتخاذ هذه الخطوة مبكراً فلا حاجة إلى الغرق في روتين انتظار قرارات عليا وكذلك مشاركة الأندية الثقافية والمراكز الاجتماعية وسط دعم رجال الأعمال في تقديم ندوات ولقاءات وعقد حوارات تشارك فيها الفئة المستهدفة مع من تم انتخابه من علية القوم (ديناً وفكراً وأخلاقيات) وممن يرجى أن يُمتثل قدوة. ولا ننسى ما للإشراف الفاعل من قبل إدارات المنتديات على ما يطرح من كبير الأثر، بالتأكيد دوماً على المنتسبين بمراعاة شروط المشاركات أو ميثاق وتوجه المنتدى بما فيها عقوباته حال التجاوز واستحضار أن المراقبة الجادة أمانة في أعناق هؤلاء المشرفين وانتهاء بمتابعة البيت والمجتمع المحلي للسلوكيات المشهودة باستمرار وتقديم التعزيزات وصنوف الثواب للجيد منها وتقويم اعوجاج سيئها قبل فوات الأوان والعناية بالتربية المقصودة التي تغرس القيم التي يرتضيها كل والد لأبنائه بدلاً من الانغماس في روتين شؤونه الحياتية ويمكن أن تضمن المهارات المطلوبة في مقررات مساندة يتم إدراجها بجرعات مناسبة للفئات العمرية المختلفة عبر دراسات وبحوث مستوفاة لها لتكتمل في النهاية منظومة الجهود على أمل ألا نخسر فكر وخلق فلذات الأكباد ونحن عنهم غافلون.
|
|
|
| |
|