| |
نهارات أخرى انفرد بذاتك.. ولكن!! فاطمة العتيبي
|
|
توقفت أمام سؤال ضمن حوار ثقافي وجَّهته لي إحدى المطبوعات: أين القصة؟! أين الرواية؟! تركت القلم.. وتاهت الإجابة.. ثم قلت في نفسي: غابت في زحمة الحياة!! ** كنت أظن أن هذه الإجابة جاهزة واستهلاكية، وأنني أمرِّرها حتى أرضي ضميري تجاه إبداع تجاهلته.. إلى أن قرأت: إن من أهم محفِّزات الإبداع هو الانفراد بالذات. وتذكرت أنني منذ ما يزيد على عشر سنوات لم أنفرد بذاتي.. بالطريقة التي يراها براين تراسي في كتابه الشهير: (حقِّق أهدافك بأسرع مما تتخيَّل). الانفراد بالذات عملية معقدة لها طقوسها.. أفضل أسلوب لتحفيز الإبداع هو الانفراد بالذات.. وهو تمرين لا بد أن يمارس وفق خطوات محددة: - عليك أن تجد الوقت المناسب والمكان المناسب لتجلس فيه وحدك.. - ثم ابقَ ثابتاً تماماً.. ثم أرحْ نفسك وخذْ نفَساً عميقاً، وكرِّر ذلك حتى تكون مسترخياً ومركِّزاً! - في هذا الهدوء وهذا الصمت ابقَ بلا حراك مدة تتراوح بين 30 إلى 60 دقيقة.. اجلس وحسب.. امتنع عن كل شيء.. عن القهوة.. عن الشاي.. عن التدخين.. عن سماع الموسيقى.. اجلس وحسب.. في ثبات نَمْ، وأطل النظر في الصمت.. وانتظر حتى يهطل عليك صوت إلهامك الداخلي.. ** حين يتحدث إليك.. ويهمي عليك بما تريده.. يتحفَّز إبداعك.. وتتضح الصورة تماماً لديك.. وتبدو الأسئلة التي ظلَّت طويلاً تقضُّ مضجعك الآن في مخيلتك هي إجابات تترى.. وستتلقى في هذا الصمت رؤى عديدة.. تتمكن من خلالها من تغيير مسار حياتك.. ** أطل في الصمت.. وظل ثابتاً وأنت تتلقى لحظات الإلهام التي يتحفز لها عقلك فائق الوعي..! ** وأنا أقول لك: انتبه وأنت ثابت في مكانك ستين دقيقة.. صامت بلا حراك.. تذهب عيناك يميناً وشمالاً تلتقط في لحظات الصمت ضجيج الداخل ورؤى الإلهام.. أغلق الأبواب عليك أولاً.. وخصوصاً الزوجات.. حتى لا يجدن أنفسهن في المستشفيات بدعوى الجنون.. وهي لا شك فرصة ذهبية للأزواج للتخلص من زوجاتهم (الغثيثات).. لكني أقترح قلب الطاولة عاجلاً حينها!!! وهو أمر لا يصعب على سيدات الخباء!
ffrrm2007@hotmail.com |
|
|
| |
|