| |
في آخر حوار له قبل وفاته سعد إبراهيم لـ(الجزيرة ): كان حُلمي أن ألحن (أوبريت الجنادرية) ومحمد عبده أخطأ في حقي!!
|
|
* كتب - عبدالله الكثيري: قبل أن يكون فناناً هو صديق لي وجار عزيز تقاسمت (معاناته) والظروف الصعبة التي مر بها في السنوات الأخيرة من حياته حيث تخلّى عنه أصدقاؤه القدامى وحتى التلفزيون والإذاعة لم يقفا معه وشركات الإنتاج أيضاً تجاهلته. إنه الراحل الكبير الفنان سعد ابراهيم أحد مؤسسي الفن في المنطقة الوسطى وواحد من الرعيل الأول الذي كان لهم صولات وجولات في الثمانينيات والتسعينيات الهجرية أمثال الراحل عبدالله محمد وطارق عبدالحكيم وفوزي محسون -رحمه الله- وغيرهم وكان أحد الذين وقفوا مع الفنان محمد عبده في (البدايات) حين قدمه من خلال أغنية (أجل لولاك) التي كان الراحل سعد ابراهيم -رحمه الله- يحتفظ بنسخة من هذه الأغنية في شريط بمكتبته.. أبو فهد رحل بصمت وودع الدنيا وبعض زملائه الذين تنكروا له وكان قبل رحيله ببضعة أيام يتواجد في مكتبي بالجريدة حيث (فضفض) لي بحوار الأخ لأخيه والصديق لصديقه وقال: (إن أردت فانشر ما أقول وإن لم ترد فأنت حر) وأمام مشاغلي العملية اليومية لم أتمكن من النشر حتى فوجئت بخبر وفاته يوم الأربعاء الفارط ووقع عليّ هذا الخبر الحزين وقوع الصاعقة كوني فقدت أخا وصديقا وجارا وقبل ذلك كنت منذ أيام الطفولة وأنا أعشق أغنياته الخالدة مثل (فوق الرمال الحمر) و(أجل لولاك) و(يا هاجري)، و(ارسل سلامي)، وغيرها!! أبو فهد كان قبل ثلاثة أسابيع في البنك المجاور لمنزله في حي المروج والتقيته صدفة حيث كنت أنهي بعض الإجراءات الخاصة في البنك ودعوته أن يتناول معي كأس شاي في مكتبي بالجريدة فوافق وجئنا إلى المكتب وفتحنا الحوار وكانت البداية عن سوق الأسهم حيث كان آخر (الخاسرين) فيها وكتبت لحظتها خبراً عنه في صفحة (المجتمع) ونُشر قبل اسبوعين تقريباً وقد تحدث لي كما لم يتحدث من قبل في رحلته مع الفن حيث قال: لو كنت أعلم أن نهايتي مع الفن سوف تنتهي بهذا الجحود من الجميع لما دخلت هذا (العالم) ولكن الندم لا ينفع بعد فوات الفوات. ويضيف: لقد تخلّى عني الجميع سواء رفاق الدرب في الفن أو التلفزيون والإذاعة وحتى شركات الانتاج والصحفيين، وقال لي بنبرة حزن: تصور أنني وقفت مع فنان العرب محمد عبده في (البدايات) وتنكر لي في الآخر حتى أن لديّ أكثر من عشرة ألحان خاصة به ولكنه لم يرد عليّ وحاولت أن أوصل صوتي له ومناشدتي عبر أصدقاء ولكنه وللأسف لم يتجاوب. وأقول: سامحك الله يا محمد عبده!! لقد غنى لي الأغنية الشهيرة (أجل لولاك ما نسينا) واحتفظ بالأغنية حتى الآن وشجعته في البداية وساعدته ولكنه تخلّى عني بعد أن تقدمت بي السن وتلاشت عني الأضواء!! ويضيف أبو فهد -رحمه الله- قائلاً: كان لديّ حلم أن توجه لي الدعوة في مهرجان الجنادرية منذ بدايته ولكن للأسف لم تقدم لي الدعوة وكان حلمي أن (ألحن) احد (الأوبريتات) الخاصة به ولكن لم أعط الفرصة مع العلم أنني لحنت العديد من الألحان المتميزة وجهزت نفسي بأن أكون أحد المدعوين والمكرّمين بالتلحين ولكن لم يحدث ذلك رغم أن معظم الذين لحّنوا الأوبريت كانوا من جيلي أو من تلاميذي في عالم الفن، وكشف الراحل سعد ابراهيم عن آخر أعماله قائلاً: قدمت آخر أغنية لجماهير الهلال قبل عدة أشهر حيث غنيت لهذا النادي نظير إنجازاته وبطولاته ولكنها لم تشتهر بسبب الشركة المنتجة التي لم تقم بالدعاية اللازمة لها في الصحف. رحمك الله يا سعد ابراهيم فقد عشت في صمت ورحلت في صمت ولا نقول إلا { إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ }.
|
|
|
| |
|