أفق
هاتفان متنقلان لكل شخص في المملكة
سلطان بن محمد المالك

اطلعت على دراسة حديثة بعنوان (مسح لمستخدمي الخدمات الخلوية في السعودية 2006) قامت بها مجموعة المرشدين العرب Arab Advisors Group، وتم خلالها عمل دراسة مسحية كبيرة لمستخدمي الهاتف المتنقل في المملكة العربية السعودية، وأشارت الدراسة إلى أن المملكة تعد أكبر سوق للهاتف المتنقل في العالم العربي على صعيدي عدد المستخدمين وحجم العوائد الكلية. وتوصلت الدراسة إلى العديد من النتائج والتي من أهمها، وجد أن 39.6% من المشتركين في المملكة يملكون أكثر من خط هاتف متنقل. وأشارت الدراسة أن الحاجة لأكثر من هاتف متنقل للعمل ولأمور الحياة الشخصية هي العامل الأهم من قبل العديد من المستخدمين. يبنما يرى آخرون 22.8% من الذين يملكون أكثر من هاتف متنقل أنه بغرض ضبط المصاريف والتحكم بالفواتير.
وبررت الدراسة أن أحد المبررات لتلك الظاهرة هي زيادة العروض التسويقية والترويجية في المملكة من الشركات المقدمة لخدمة الهاتف المتنقل والتي تقدم خطوطاً هاتفية أحياناً برصيد مجاني من دون رسوم تشغيل وفترات سماح طويلة للبطاقات المدفوعة مسبقاً. شخصياً لم أتفاجأ من تلك النتائج فسوق مثل سوق المملكة بلغ عدد المشتركين فيه في خدمة الهاتف المتنقل في نهاية الربع الثالث للعام 2006م حدود 17.5 مليون مشترك بنسبة انتشار تقدر بـ73%. ويتوقع أن يتزايد عدد المشتركين مع دخول مشغل ثالث وتوسع نطاق المنافسة في سوق تنافسي كبير ويستوعب المزيد من المشتركين.
إلا أنه وفي اعتقادي أن تلك ظاهرة غير حميدة خصوصاً وأنها تجاوزت من يتعذر بحمله لهاتفين واحد للعمل وآخر شخصي إلى آخرين من فئة الشباب والصغار وأصبحت من دون أي مبررات. ونخشى أن يأتي اليوم الذي يحمل فيه الشخص أكثر من اثنين بل يتجاوز ذلك لثلاثة وأربعة خصوصاً وأن حجم الأجهزة الآن أصبحت متوفرة بمقاسات صغيرة ومناسبة للحمل. ليت كل مستخدم للهاتف المتنقل يعي أن الغرض الأساسي منه للاستخدام وقت الحاجة وليس للترف.