| |
للعقل السليم الكرة السعودية.. بدون (مخ)! تركي الناصر السديري
|
|
للأستاذ عبد الله الدبل مقولة حاذقة، قالها قبل سنوات، مفادها: أمانة اتحاد الكرة.. هي (مخ) الكرة الذي ينتج الأفكار، كلما ارتقى ارتقت الكرة، في التنظيم والبرمجة والإعداد والإجراء.. واستقراء المستقبل، ورصد المتغيِّر والمستجد في عالم الكرة، وما له علاقة بلعبة كرة القدم. وهذا الرأي للدبل، استحضره من الذاكرة، ولهذا أصيغه حسب دلالته، وليس نصه - وأزيد عليه - عندما يكون لأية كرة (مخ) يفكر وينتج الأفكار ويمتلك دورة دموية تغذيه بالعلم والعلمية واحتلت شرف العمل نتيجة مقياس علمي رياضي.. وليس نتيجة معيار انطباعي - استحساني - عفوي - ولائي.. فثق أن رئة الكرة ستمتلئ بالأكسجين المُغذي والمعين على واقع مملوء بالصحة والعافية والتفوق.. صدق الدبل.. ووضع النقاط على كامل حروف الكرة.. وإن كانت بلا نقطة.. ولا هم يحزنون..! * * * وآن الأوان لأن يُعاد ترتيب وتنظيم خارطة الكرة السعودية، المملوءة بالتقليدية، التي هي أساساً إنتاج مراحل سابقة بعيدة، اختلفت ظروف وأحوال وأوضاع تكويناتها التي تهندَّست وتشكَّلت في ظلها.. عن ما استجد الآن وتغيَّر، ليس فقط داخل دائرة الكرة والأندية وعناصر المنظومة الرياضية، بل وما حدث من تغيُّر وتطوُّر هائل في مختلف تشكيلات القطاعات التنموية، بل وفي كامل منظومة البلاد ثقافياً وعلمياً واجتماعياً،.. ليس ذلك فقط، بل وعلى مستوى القرية العولمية.. الطازجة. دعونا، نتأمَّل بوعي وعلمية واحتراماً للتنمية السعودية الكبرى، وحتى لا تكون الرياضة في سبات انعزالية نخشى أن تكون، دعونا نتأمَّل خارطة الكرة السعودية وبالذات فيما يتعلَّق بمنظومة الكرة الرئيسة: الأندية، اللوائح والأنظمة، الأجهزة المتعاملة مع الشأن.. الكروي. لو فعلنا التأمُّل، سنكتشف أنها تعود في كثير من ملامحها التأسيسية إلى فترة سابقة مختلفة عن حالنا وواقعنا.. الآن، في نتاج ما فرضه واقع زمانها وظروفه وما أفرزته حركة التطور والبناء حينئذاك، وقد استطاعت أن تؤدي غرضها وبكل فعالية.. ونجاح على ظروفها ونواقصها وحققت تفوقاً في محيطها ما زلنا ننعم من نعيمه، ونرضع من ثدي أفضاله. ولكن الكرة، فجأة.. حدث في عالمها تطوُّر دراماتيكي، غيَّر وبدَّل كل شيء، أو يكاد.. وما حدث للكرة.. حدث في عموم الرياضة وغير الرياضة في ظل العولمة الجديدة، التي غيَّرت وبدَّلت كل شيء.. كل الأشياء.. سأتذكَّر ذلك القول الشهير لبطل رواية الفهد لامباسا: (دعونا نغيِّر كل شيء، حتى لا يتغيَّر علينا شيء). لعل أول موقع تبدأ منه انطلاقية خطوة الترتيب والتنظيم لمواجهة مرحلة جديدة، ومتجددة.. هو بداية: أمانة اتحاد الكرة.. وأمانة أيه.. اتحاد رياضي هو العقل المفكر والوعاء الحاوي والمحتوي على الأفكار والآراء والرؤى للحاضر والمستقبل، كلما كانت في هيكليتها ولوائحها وكوادرها.. كلما كانت نتائج العمل العام لهذه الرياضة أكثر اقتدارية على الاستجابة للمتغيّرات والمستجدات وأكثر نجاحاً في التّعامل مع الراهن.. وإدارته. لهذا لا بد من الاعتناء بشكل علمي بإيجاد منظومة للعمل في الأجهزة التنفيذية في اتحاد الكرة من خلال الانحياز إلى المعيار العلمي في اختيار وتشكيل الكوادر العاملة كبديل للآلية والمعيارية التقليدية المتداولة والمعتمدة على التقييم الانطباعي وأعراف العلاقات الحميمة.. وربما التشجيعية. من أجل صالح الكرة السعودية مثلاً، آن الأوان والرياضة السعودية على مفترق طريق، أن ننحاز إلى الإدارة العلمية الحديثة من أجل ضمان وجود منظومة إدارية تنفيذية أقدر وأجدر وأمكن على مواجهة المستجد والمتغيّر عولمياً ومحلياً، وهو ما يحتم امتلاك الكفاءة التي يُناط بها شغل أهم منصب في الجهاز التنفيذي لأي اتحاد رياضي.. أن تمتلك الشرط العلمي الإداري التخصصي. إن التأهيل العلمي والمعرفي في (علم الإدارة) للكادر الشاغل للوظيفة التنفيذية في أي اتحاد رياضي شرط تفرضه سنّة التطوُّر، وهو الخيار الوحيد لمن ينشد التطور الصحيح والصحي.. والمنتج، وهو ما يضع حداً للعمل الاجتهادي والحماسي الذي يفترس الاتحادات الرياضية، ويهدر كثيراً من الوقت والجهد والإنجازات، نتيجة لمحدودية وتواضع عطاء من لا يحترف العمل الإداري من خلال التخصص الأكاديمي.. فالاجتهاد والتفاني في العمل الحماسي.. يحوِّل هذا الإداري المتحمِّس إلى موظف إجراءات (معقب) بمسمى: مدير عام.. أو.. أمين عام.. ولهذا تجد معظم الاتحادات الرياضية قد تحوَّل جهاز (الأمانة) فيها إلى قسم للصادر والوارد والتشريفات والمراسم. من أجل رياضة وطننا الطاهر والغالي، والمملوء بكنوز من الكفاءات والقدرات المؤهلة والمتخصصة علمياً ومعرفياً ممن بذلت الدولة الكثير من المال والجهد وأنشأت الجامعات من أجل تغذية احتياجات كامل قطاعات التنمية السعودية.. بالكفاءات المؤهلة علمياً وتخصصياً في مختلف المجالات.. من ضمنها الإدارة وعلوم الرياضة.. لقد تأخَّرنا كثيراً في ضخ (العلمية) لمنظومة الرياضة السعودية وبالذات على مستوى الاتحادات والأندية الرياضية وهو ما أتمنى فلول حقيقته في التشكيلات المنتظرة للاتحادات الرياضية.. أعود لمقولة الدبل، وأتدبَّرها من جديد.. وعيني على (مخ) الدبل، الذي أحوج ما تكون الكرة السعودية إلى (أمين اتحاد) من عينته ونموذجه، ولأني أعلم أن الدبل نفسه لن يكون في مثل هذا الموقع لأسباب لا تخفى..، لكن لن يعدم الوطن ممن هم بجدارة وإمكانية الدبل العلمية والمعرفية الرياضية.. فهناك قامة كروية كبرى اسمها عبد الرزاق أبو داود من الحسرة ألا تُوكل إليه أهم مسؤولية تنفيذية للكرة السعودية وهو أعرف السعوديين وأجدرهم وأعلاهم كعباً في كرة القدم.. ربما على الإطلاق، وهو الذي وصل في مشواره الكروي إلى أن يكون كابتناً لناديه الأهلي وللمنتخب السعودي بكل جدارة واستحقاق ونجومية وليس مجاملة أو تشجيعاً أو انحيازاً شخصياً.. وفي العلم.. حدِّث ولا حرج.. فيكفي أنه أستاذ جامعة يسقي عقول الوطن بالعلم والمعرفة. هو أكبر من مثل هذا المنصب، لكنه وهو المنتمي إلى رسالة الرياضة والمدرك لقيمة لعبة الكرة.. أظنه لن يتردد في قبول المساهمة في رقي وخدمة رياضة وطنه في أهم منصب تنفيذي يحمل على كفِّه تطوُّر أو تخلُّف أية رياضة. ومثل الدكتور أبو داود، هناك الدكتور صالح العميل أشهر لاعبي الشباب في تاريخه ونجم الستينيات، وكذلك الدكتور عبد الرحمن القحطاني نجم المنتخب ونادي الهلال الشهير، وكذلك الدكتور مدني رحيمي اللاعب والإداري والخبير الكروي الغني عن التعريف.. ومثلهم كثير يملكون أهم الصفات والشروط الرياضية (كلاعبين) والتحصيل الأكاديمي العلمي. أخشى على الكرة السعودية أن يصدق ما يُروجه مدرج الكرة عن تجهيز الإعلامي الذي حوَّل نفسه إلى مدافع قشاش وبطريقة (صنع.. حديثاً) لتولي (مخمخة) الأمر.. وعلى طريقة النادل إذا نادى:.. وواحد مخ.. وصلِّحه..!. * يا معالي وزير.. الإعلام.. قنواتك تكرِّس ثقافة (الشواذ)!! سأسأل وزير الثقافة والإعلام: ما هي رسالة القنوات الإعلامية السعودية؟! وما رأي معاليه وهو الإعلامي المثقف الذي يفرح الوطن السعودي بأن يكون مثله مسؤولاً عن إعلامه، أقول ما رأي معاليه في أن أعطيه إجابة هذا نصها: (رسالة القنوات الإعلامية لدينا: تكريس لثقافة (الشواذ) و(المتسوِّلين) و(المنبوذين)..!!..). عفواً، معالي الوزير، ف(الهلوسة) التي حملتها سطور ما بين القوسين، ليست إجابتي ولن تكون مني ولا من أي مالك لعقله ووقاره وأنتجت مداركه المعرفية والثقافية والسلوكية والإيمانية خيمة التنمية السعودية. ولكن (الهلوسة) إياها..، قد كتبها (أحدهم) ممن صُنِّف ككاتب في غياب المعايير والتقييم الصحفي عن المطبوعة (المطبوخة) التي تصدر وتطبع وتدعم في المملكة (مع أنها ليست سعودية!)، لكنها لتاجر.. ونفوذ جعل منها وعاء للشتيمة وساقط العبارة والأطروحة وتسطيحاً للعمل الصحفي وتشويهاً له، وزرعاً للفتن، والتأليب وتعكير صفو وصفاء رياضتنا السعودية وإعلامنا السعودي. هذا (النص) أعلاه.. لا يُذكر مقارنة بما تمتلئ به هذه المطبوعة (المثيرة للاستفهام والريبة) في كل عدد.. دون رقيب.. ولا حسيب! معالي الوزير، لكي تزداد ذهولاً، أخبرك.. ولا تغضب، أن موظفين في وزارتك، بل وفي أقسام معيَّنة بالصحافة المحلية ومراقبتها يكتبون في هذه (المطبوعة)، بل ويتولون مسؤوليات إدارة مكاتبها ونشاطاتها.. يوماً، وربما وإلى الآن.. منذ أن ربضت بيننا هذه الرويبضة.. تعكِّر صفو مدرج الكرة.. وتشوَّهت الممارسة الصحافية في بعض جوانبها، حتى آلت الأمور إلى ما آلت إليه.. من يُنقذ سمو وطهارة الصحافة السعودية المشهود لها بالاتزان والانتماء المخلص للكلمة الطيبة، والغاية النبيلة وإشاعة القيم التي تفوح بالمحبة والرقي والصدق.. ما رأي معاليكم.. أم أن المطبوعة المطبوخة أصدق في أن رسالتنا الإعلامية تكريس لثقافة (الشواذ)..!! وحتى أختم هذه السطور، أشير إلى أن كاتب تلك المطبوعة لم يتردد في أن يصف أحد أندية وطننا الطاهر بأنه (محور الشر).. منذ عرف السعوديون المستديرة (أي الكرة)!! * * * اللجنة التأديبية التابعة للاتحاد الإيطالي لكرة القدم وهي بمثابة (لجنة انضباط) كالتي لدينا، لكن - طبعاً - بلائحة معروفة ومعلومة وذات مرجعية قانونية مستقلة، قررت إيقاف النجم العالمي الحائز على جائزة أفضل لاعب أوروبي (نوفيد) خمس مباريات على خلفية ما بدر منه في الوقت بدل الضائع من مباراة فريقه أمام جنوى.. بعد دعس على قدم أحد اللاعبين.. ورغم أن الحكم طرد اللاعب بالبطاقة الحمراء.. إلا أن اللجنة رأت أن ما أقدم عليه اللاعب من مخالفة خطيرة تتعلَّق باقتراف سلوك متهوِّر ومقصود ومؤذٍ للاعب المنافس قد ينتج عنه إصابة خطيرة، كذلك يبيّن القرار أن العقوبة تشمل ما تفوَّه به اللاعب من عبارات نابية بحق الحكم. اللاعب العالمي لم تمنع (عدلية) القانون من إيقاع العقوبة بحقه.. فيما لو تأملت ما حدث من عقوبة لمن تسبب في إثارة (هوجة) الملز المنصرمة من اللاعبين ستتكشَّف (الفارق والفارقية).. أما ذلك اللاعب الذي (دعس) على يد حارس نادي الاتحاد والمنتخب وتسببت في إصابة منعته من اللعب لناديه ولمنتخب بلاده.. فقد مرَّت مرور الكرام.. ولا أحد يذكرها.. أو يتذكَّرها.. لكون صاحب الدعسة يرتدي فانلة صفراء فاقعاً لونها.
|
|
|
| |
|