| |
مستعجل هل كلُّ أبٍ .. يعرف مسئوليّاته؟ عبد الرحمن بن سعد السماري
|
|
تربية الأبناء في هذا الزمن المتغيِّر.. معضلة كبيرة.. وعندما نقول الأبناء.. فإنّنا نعني.. البنات والأولاد. ** الزمن بالفعل.. يشهد تحوُّلات ومتغيّرات لم تكن في حسباننا.. ولم نكن نتوقّع قبل عشرات السنين - مثلاً - أن يحدث ما حدث اليوم.. من تبدُّل وتغيُّر ومنعطفات خطيرة على مستوى العالم كله.. وليس عندنا وحدنا. ** اليوم.. الفضاء.. مليء بمئات القنوات الفضائية.. وأكثرها.. رديء وضار.. بل سيئ للغاية.. ويحمل سموماً ليس لها حدود. ** وهكذا الشبكة العنكبوتية.. هي الأخرى.. تحمل أضراراً وسموماً لا تقلُّ عن أضرار ومساوئ الفضائيات. ** وهكذا سائر المجالات والميادين الأخرى.. كلها تحمل أخطاراً وأضراراً تلاحق الشباب والصغار والناشئة. ** إنّ مسئولية الوالدين اليوم.. مسئولية جسيمة عظيمة وسط هذه الأجواء الخطيرة.. ولكن.. هل الوالدان.. كلُّ الوالدين يعون رسالتهم ودورهم.. ويعون هذه المتغيرات وهذه المخاطر؟ ** هل كلُّ أب.. وكلُّ أُم.. يعرف أهم رسالة في هذه الدنيا تجاه أبنائه.. هو تربيتهم تربية صحيحة سليمة.. ويُبعدهم عن الأخطار بكلِّ أشكالها؟ ** بعض الآباء.. علاقته بأبنائه.. علاقة توفير أكل وشرب ومسكن فقط. ** وبعضهم... يضيف إلى ذلك.. اهتماماً صحياً ومتابعة بعض الأمور.. ولكن.. هناك آباء تخلّوا حتى عن توفير الأكل والشرب والسكن.. وتركوا الأولاد في عهدة الأم.. أو عند خالتهم أو عمتهم أو أحد أقاربهم.. أو يتسكَّعون هنا وهناك. ** بعض الآباء.. لا يُعير التربية أدنى أهمية.. ويظن.. أنّ المدرسة والأم.. هما المسئولان عنه.. وهناك من يترك ابنه للشارع والشرطة والمحكمة والسجن.. ليتولوا تربيته. ** هناك آباء.. بالفعل.. لا يعرفون أيَّ شيء عن أبنائهم.. وبالذات.. بعض الآباء الذين لديهم درزنٌ أو أكثر من الأبناء.. سواء كانوا معدّدين أو غير معدّدين. ** نحن لسنا ضد كثرة الأولاد أبداً.. ** ولسنا بكلِّ تأكيد.. ضد تعدُّد الزوجات.. ولا حتى ضد زواج (الذِّرقان) المسمَّى بزواج المسيار.. فهذه قضية شرعية محسوبة وليس من حقِّ أحد.. أن يقول رأيه فيها. ** ولسنا أيضاً - كما قلنا - ضد كثرة الأبناء.. ما دام الأب قادراً على رعايتهم وتربيتهم ومتابعة كلِّ شئونهم. ** نعم.. لسنا ضد كثرة الأبناء.. ** ولسنا ضد.. أن يكون للأب ثلاثون ولداً وأن يكون له في كلِّ حي زوجة من زوجاته الأربع.. ولكن هل هو قادر على توفير رعاية وتربية ومتابعة لهم كلهم؟ ** هل تبرأ ذمته أمام خالقه.. تجاه أولاده وبناته؟ ** نعم.. هناك آباء لا يعرفون عن أبنائهم أيَّ شيء.. بل مهمتهم.. السعي للإنجاب وتكاثر الأولاد والبنات.. وبعدها.. لا يعنيهم أي شيء. ** هناك آباء لا يعبأون بشيء.. ولا يهمهم أي شيء.. بل إنّ أكثر مشاكل الأبناء أيّاً كانت تلك المشاكل.. هي ناتجة عن تخلِّي الأب - بالذات - عن دوره. ** على كلِّ أب.. أن يتابع ابنه.. وأن يعرف أين يذهب؟ ومع مَنْ؟ ومن يُجالس؟ وماذا يدور في هذه المجالس؟ ** عليه أن يعرف.. أين يقضي ابنه وقته؟ ** عليه أن يتابع تصرُّفاته.. وأن يتابع كلَّ شيء في حياته؟ ** عليه.. أن ينظر ويتابع سلوك ابنه ليتأكد هل يلاحظ عليه تغيُّرات؟ فهناك أبناء متورِّطون في مخدرات.. وهناك أبناء متورِّطون في مشاكل أخرى. ** إنّ مسئولية الأب.. ليست مجرّد الإسهام في إنجاب الأولاد.. أو ضمِّهم في دفتر العائلة.. ولا مجرّد إدخالهم المدارس.. أو توفير الأكل والشرب.. أو إرسال (قطمتين) رز وكرتون تايد لأمهم.. بل المسئولية أكبر وأعظم.. وبالذات في هذا الزمن الصعب.. هذا الزمن الخطير.. فهل يدرك كلُّ أب.. مسئوليته؟
|
|
|
| |
|