وسط تكامل منظومة الخدمات
جموع الحجاج يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الحرام

* مكة المكرمة - فهد العويضي:
أدت جموع كبيرة من الحجاج والمواطنين والمقيمين أمس صلاة الجمعة بالمسجد الحرام وسط منظومة من الخدمات المتكاملة شارك في تهيئتها العديد من الجهات ذات العلاقة بخدمة ضيوف الرحمن، فقد برزت هذه الخدمات على أرض الواقع منذ الصباح الباكر، وكان هنالك انتشار أمني متكامل للحفاظ على أمن وسلامة الحجاج، والفرق المرورية أدت دورها بكامل دقة لتنظيم حركة المركبات في المنطقة المركزية لتمكين قاصدي بيت الله الحرام من أداء صلاة الجمعة وكذلك في عملية تسهيل عودة المصلين بعد قضاء صلاة الجمعة بالمسجد الحرام.
وفي داخل الحرم المكي الشريف تم تهيئة المراكز الصحية لاستقبال الحجاج وتقديم أفضل الخدمات الصحية والعلاجية لهم، وكانت الحالة الصحية بين الحجاج مطمئنة وكذلك كان التواجد المتميز لفرق الدفاع المدني بالمنطقة المركزية استعداداً لمواجهة والتعامل مع أي طارئ، حيث لم يحدث ولله الحمد ما يعكر صفو ضيوف الرحمن.
إلى ذلك شهدت الأسواق في المنطقة المركزية حركة شرائية كبيرة من قبل حجاج بيت الله الحرام الذين حرصوا على شراء الهدايا للأهل والأصدقاء وإبقاء هذه الأيام الجميلة في ذاكرتهم.
من جهة أخرى أكد مدير عام الشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة الدكتور خالد بن قاسم السميري أن الأوضاع الصحية بين الحجاج ممتازة ولم تسجل أي حالات مرضية معدية ولله الحمد بين ضيوف الرحمن، مشيراً إلى أن المراكز الصحية داخل الحرم المكي الشريف تعمل بكل طاقاتها البشرية والآلية وتوفير الأدوية العلاجية وكافة المستلزمات الطبية لتقديم أفضل وأرقى الخدمات الصحية لحجاج بيت الله الحرام، وقال: إن كافة المستشفيات والمراكز الصحية تعمل على مدار اليوم لاستقبال المرضى والمراجعين، وإن هنالك متابعة مستمرة من معالي وزير الصحة الدكتور حمد بن عبدالله المانع ومن مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة الدكتور ياسر بن سعيد الغامدي على سير برنامج الخدمات الصحية بالعاصمة المقدسة وحث كافة العاملين بالمرافق الصحية من الأطباء والممرضين والفنيين والإداريين لبذل المزيد من الجهود من أجل تقديم الخدمات الصحية والعلاجية لحجاج بيت الله الحرام على الوجه الأكمل.
وأفاد الدكتور خالد السميري أن القوى العاملة في موسم حجم هذا العام تصل إلى أكثر من 9600 موظف ما بين أطباء وممرضين وفنيين وإداريين وكادر بشري لكافة الخدمات المساندة، مشيراً إلى أن هناك العديد من المشروعات الصحية التي تم إنشاؤها واستحداثها هذا العام وسيتسفيد منها الحجاج في موسم حج هذا العام بالمشاعر المقدسة.
ومن جانبه أكد العقيد جميل أربعين مدير إدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة أنه لم يحدث ما يعكر صفو الحجاج وأن إدارة الدفاع المدني تنفذ خطتها، وفق خطط أعد لها ثم تغطية المنطقة المركزية المحيطة بالحرم المكي الشريف بالعديد من الفرق بها كافة وسائل السلامة من الإطفاء والإنقاذ والسلامة ودوريات راجلة وتجهيز الدراجات النارية بكافة وسائل الإطفاء من أجل التدخل السريع عند وقوع أي طارئ لا قدر الله.
من جهة أخرى عبر عدد من حجاج بيت الله الحرام عن عظيم شكرهم وامتنانهم لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين لما يحظون به من اهتمام ورعاية تحقق لهم الأمن والأمان في بلاد الحرمين الشريفين، منوهين بالمشاريع العملاقة والجبارة التي تشهدها مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة والتي تخدم حجاج بيت الله الحرام مشيرين إلى أن هنالك العديد من المشروعات التطويرية تشهدها منطقة المشاعر المقدسة عاماً بعد عام من راحة وأمن وسلامة وفود الحرمين ليتمكنوا من أداء فريضة الحج بكل يسر وسهولة.
وقد قال الحاج أحمد سيد من مصر: أحمد الله الذي كتب لي أداء فريضة الحج هذا العام وقد سعدت بما شاهدته من تطور في مكة المكرمة، والحاج القادم إلى الديار المقدسة هو محل الاهتمام والاحترام منذ وصوله أرض المملكة وأن الخدمات والمشروعات التي أُنشئت من أجل خدمة قاصدي بيت الله الحرام ليتفرغوا إلى أداء شعائرهم الدينية بكل يسر وسهولة.
وقال محمد سيد كرار من السودان: سرني ما شاهدته من تطور في بلاد الحرمين الشريفين، مؤكداً أن حكومة المملكة العربية السعودية قد شرفها الله بخدمة المقدسات الإسلامية حيث حرصت بكل عناية على توفير الخدمات والإمكانات التي تؤمن سلامة وأمن الحجاج ليؤدوا فريضة الحج بكل هدوء واطمئنان.
وقال ياسر فتحي السيد خميس من مصر: الخدمات التي تقدمها المملكة هي ظاهرة للأعيان ولا ينكرها إلا جاحد، فالمشروعات التي تسهل أداء فريضة الحج هي مشروعات متلاحقة يلمسها الحجاج في كل عام وفي هذا العام هدية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحجاج بيت الله الحرام هي المشروعات العملاقة لجسر الجمرات الذي سيكون من خلاله عملية رمي الجمرات ميسر لكل الحجاج، وقد أولت المملكة شؤون الحجاج جل اهتمامها والسهر على أمنهم وراحتهم وأسأل الله العلي القدير أن يجعل كل ما يقدمه هؤلاء المخلصون من أبناء المملكة حكومةً وشعباً هو في موازين حسناتهم وأن يجزيهم خير الجزاء.
إلى ذلك، فقد ظهرت هذه الأيام وبصورة لافتة للنظر ظاهرة التسول حول المنطقة المركزية للحرم المكي الشريف وتنوعت أساليب عمليات التسول وفق تدريب معين لكل فئة، فكبار السن لهم طريقة في عملية التسول النساء والأطفال، لهم فنون وأساليب لاستعطاف الحجاج، ورؤساء ومجموعات المتسولين لهم وجودهم الدائم بالقرب من المتسولين لمراقبة تحركات رجال مكافحة التسول ورجال الأمن.
ولاحظت (الجزيرة) أثناء جولة لها في المنطقة المركزية للحرم المكي الشريف وجود كبير للمتسولين معظمهم من الوافدين كل له فنونه وطريقته في عملية التسول.
عدد من الحجاج والمواطنين استاءوا من هذه الظواهر السلبية التي أصبحت ظاهرة وبارزة للأعيان.
حيث قال المواطن زامل الأحمدي: ظاهرة التسول هي عملية ربحية لها دخلها المتميز لأن الكثير من الناس يشفق على من يرى معاقاً أو به عاهة وتشوهات قد تكون هي بفعل فاعل من قِبل العصابات التي تتبنى تصدير المتسولين إلى بلاد الحرمين الشريفين، وهذه الظاهرة هي في ازدياد في كل عام على الرغم من المكافحة الشديدة لهم من قِبل الأجهزة المخصصة للقضاء على كافة الظواهر السلبية.
من جانبه قال جمال النهدي: إن ظاهرة التسول هي من الظواهر التي يعاني منها العالم أجمع وهي مهنة تدر الكثير من المبالغ لشركات ومؤسسات عصابات المتسولين لأنها مهنة لا تحتاج إلى رأس مال وتحقق مبالغ مالية طائلة.
وفي أحاديث مع الحجاج الذين يقومون بمساعدة هؤلاء المتسولين، التقت الجزيرة مع أحد الحجاج من سوريا الذي مد يده لمساعدة إحدى النساء، قال: لقد أشفقت عليها وأعطيتها شيئاً بسيطاً من المال.
فيما أكدت مجموعة من المتسولين أنهم يقومون بعملية التسول لوجود ديون عليهم اقترضوها لأداء فريضة الحج ومنهم من يدعي أنهم فقراء في بلدانهم.