| |
هذرلوجيا ال(مت.. قاعد) سليمان الفليح
|
|
* الرجال الذين أفنوا العمر الجميل في خدمة هذا الوطن الأجمل. * الرجال الذين خدموا أرضهم الطاهرة بأرواحهم الطاهرة. * الرجال الذين رفعوا راية العز فوق جباههم العزيزة. * الرجال الذين سهروا الليالي من أجل الغد الأبهى. * الرجال الذين تحملوا شظف العيش من أجل العيش الكريم للأجيال. * الرجال الذين حملوا لواء الريادة من أجل الوطن بكل تصميم وإرادة. * الرجال الذين خدموا دولتهم بكل إخلاص وكرمتهم دولتهم بنظام التقاعد الذي كان (مجزياً) آنذاك حينما كانت الحياة سهلة والمعيشة رخيصة والمتطلبات بسيطة وكانت رواتبهم التقاعدية تقيهم الحاجة للآخرين وارتضوا الحياة بعيداً عن الأضواء وعاد أغلبهم إلى قراهم وهجرهم وقبائلهم التي جاؤوا منها في مقتبل العمر. أولئك الرجال العظام حينما ارتضوا حياتهم (الجديدة - القديمة) التي أعادتهم إلى جذورهم الأولى وعادوا إلى بساطة القرية وبراءة (الهجرة) وعفوية البادية لم يشعروا أن الحياة تغيرت في تلك المرابع وأن المعيشة قد ارتفعت أضعافاً مضاعفة وأن المتطلبات قد ازدادت وتعقدت في تلك المرابع لربما أكثر من المدينة التي عاشوا فيها طوال العمر يعملون بكل كدّ وجد وإخلاص أولئك الآباء والأجداد الكرام الذين تقاعدوا برواتب لا تتعدى (3000) ريال وقبّلوا أيديهم مقلوبة وشكروا الله على نعمته لهذا المبلغ المعقول آنذاك لم يكن في ظنهم أن هذا المبلغ اليوم لا يكفي واحداً من أبنائهم الشباب الذين يعيشون في المدينة فكيف الحال إذا كان أحد أولئك الآباء المتقاعدين يعيل أسرة كبيرة تحوي على العديد من الأبناء الشباب ناهيك عن عدد مماثل من الإناث؟ *** صحيح أن الضمان الاجتماعي بتوجيه من أولي الأمر قد زادوا رواتبهم بنسبة 15% فقط لمن هو تحت سقف الـ(3000) ريال أي أن صاحب الـ(1500) ريال مثلاً وما أكثرهم من المتقاعدين القدامى سيحصل بعد هذه الزيادة على (150) ريالاً في الشهر أي أن هذا المبلغ لا يكفي هذا المتقاعد أو أحد أبنائه لمراجعة المدينة حتى كأجر لسيارة الأجرة أو (بنزين) لسيارته الخاصة في هذه المراجعة(!!). كما أن هنالك أمرا آخر لا بد من لفت الأنظار إليه بالنسبة للمتقاعدين من غير السلك العسكري لا سيما فيما يخص علاجهم وعلاج أسرهم الكريمة وفي ظل ارتفاع أسعار الأدوية المتصاعدة لا سيما أننا نعرف أن المتقاعد (المسن) تتكالب عليه الأمراض كالسكري والضغط وسائر أمراض الشيخوخة وأن المتقاعدين من السلك العسكري يراجعون المستشفيات الحكومية بالمجان بينما يضطر المتقاعدون المدنيون إلى مراجعة المستوصفات والصيدليات الخاصة نظراً لازدحام المستشفيات الحكومية التي تبادرهم بالمواعيد البعيدة التي لا تتلاءم مع بعد مساكنهم، كما أن أمراضهم لا تحتمل انتظار تلك المواعيد. *** بقي أن نقول إنه قد آن الأوان للنظر بعين التقدير وإعادة النظر في رواتب هؤلاء الآباء المتقاعدين والتي لم تعد تسد رمقاً ولم تعد توفر دواءً ولكي لا يُسمى المتقاعد بعد اليوم (مت..قاعد) بدلاً من متقاعد!! والأمل بالله أولاً ومن ثم بأولي الأمر الكرام أن يلتفتوا إلى هؤلاء الآباء الذين يستحقون كل الحفاوة والتكريم.
|
|
|
| |
|