| |
الخضير بين فضل السبق ونبل الهدف د.عبد الله بن عبد العزيز المعيلي
|
|
قليلون أولئك الرجال الذين يعملون وفق رؤية ، وتضيق دائرة هؤلاء الرجال عندما تجسد هذه الرؤية في إطار رسالة خيرية أو وطنية ، وإنني أحسب الشيخ الجليل والمربي الفاضل محمد بن إبراهيم الخضير من أولئك الرجال القلائل الذين جمعوا بين الرؤية الصائبة ، والرسالة النبيلة حيث يمم جهده شطر التعليم ، في وقت كانت الإمكانات فيه شحيحة ، والكفايات قليلة ، لكن عزيمته المؤمنة برسالته الخيرية والوطنية تخطت الصعاب والعقبات ، وكان له ما أراد بعد توفيق الله من فضل السبق ومكان الريادة . إن أعمال الشيخ محمد الخضير تنطق الآن شاهد عيان على جهوده الخيرة في مجال التربية والتعليم خاصة ، والأعمال الخيرية عامة ، فقد أسس عام 1371هـ مدارس ليلية لمحو الأمية في الخرج لا تهدف للربح ، وفي عام 1374 هـ أسس في الخرج كذلك مدارس لأبناء المزارعين ، من هنا يبدو تميز الشيخ محمد وتفوقه ، ونبل مواقفه وسمو أهدافه ، لقد اتجه إلى مصانع الرجال ، اتجه إلى المدارس لإيمانه بدورها في التكوين والتأهيل ، وكان له ما أراد ، فقد يسر الله على يديه الكثير من مشروعات الخير التي تربو على خمسة عشر مشروعا اتجهت كلها إلى التنمية البشرية ، وبناء الإنسان ، من مجمعات تعليمية ، وكليات ، ومراكز للتدريب ، كل هذه الأعمال تشهد على صواب رؤية الشيخ محمد ، وبعد نظره الذي حقق بموجبه الكثير من الفضل والخير ، فبارك الله لهذا الشيخ الجليل ، والمربي الفاضل ، الذي استثمر في الإنسان ، ومن أجل الإنسان ، في مرحلة تعد من أصعب المراحل وأكثرها تحدٍ ، سواء على مستوى الإمكانات المادية ، أو على مستوى الكفايات البشرية ، لكنها عزائم الرجال المخلصين المؤمنين تحقق المعجزات مهما كانت العقبات . إن تكريم الشيخ محمد تكريم للعلم وطلابه ، ومؤسسات التعليم وهيئته ، إنه شخصية مميزة في رؤيته وتفكيره ، وفي بعد نظره ، ومثله أهل للثناء والدعاء والإشادة . فهنيئا للشيخ محمد الخضير ما قدم ، وبارك الله له ما حقق في مشروعات الخير والنماء والبناء .
|
|
|
| |
|