| |
5 -1- 1393هـ - الموافق 8 فبراير 1973م - العدد (516) يوميات محرر مع وقف التنفيذ
|
|
الناس يفهمون الصحافة على أنها مهنة المتاعب التي لا تنتهي.. وبعضهم يفهمها أنها واجهة يطل منها الفرد على نافذة المجتمع الكبير.. وربما أنها أقصر الوسائل في الإطلالة من النافذة. ولكنني أنا أفهمها كما يفهمونها أو أكثر.. وربما أفهمها بالعكس وأوراقي السبع تكشف كيفية فهمي لها. ** الخميس: - دلفت إلى المكتب - زهقان لا.. طفشان لا متعب لا وألف لا.. ولكنني أشعر بهذه كلها.. وحاولت أن أكتب.. وتجمد القلم في يدي.. ورئيس التحرير سيطلبني بعد لحظات ليعلم ماذا قدمت اليوم.. وسيغضب عندما يعلم أنني لم أفعل شيئاً غير أنني سأواجه.. بألف عذر وعذر وما أكثر الأعذار التي أختزنها الآن.. سأقول له: إنني متعب ولكنها قديمة جداً منذ العصر الحجري سأقول له: إنني لم أفهم الموضوع.. وهذه أخرى لا تليق بي كمحرر قدر الدنيا.. هاه.. وجدت الحل.. سأعرض له عضلات نشاطي هذا اليوم وسيقتنع.. ومر الوقت دون أن يناديني ومر اليوم بسلام. ** الجمعة: يوم العطلة الأسبوعية لدى زملائي يؤكدون أن هذا اليوم لا يطاق إنما هو عندي يطاق كله سأنام كما ينبغي؟ وبعد ذلك سأمضي إلى خارج المدينة.. وكل شيء لحظتها يهون. ** السبت: أوه هذا اليوم سأواجه زملائي بلا شيء إطلاقاً.. وذهبت إلى المكتب.. وفوقه تكدست صحف اليوم وهذه فرصة لأنتقدها. ** شايف الموضوع اللي كتبه.. - شايف * ما استرعى انتباهك في شيء؟ - أبداً موضوع جيد.. هذا في تعريفك أما أنا فلا.. * طيب شوى زيه - هو الواحد فاضي يكتب في المواضيع الفارغة هذي. * الناس بس تقرأه.. - الناس لو كانوا فاهمين.. ما طالعوه، المواضيع الجيدة لم تقرأ بعد.. لكن قل لي.. ليه أخونا متعب حاله - وأشرت إلى الغرفة المجاورة حيث يوجد أحد الزملاء. * يا شيخ بلاش حش! - هذا ما هو حش هذا تقييم يا أخي.. وتركني الزميل ليطالع أوراقه.. ورمقته ببسمة ساخرة فهو أيضاً متعب حاله. * الأحد: دخل رئيس التحرير الغرفة.. واتجه إليّ - يا الهي ماذا يريد - وسألني: * هاه ماذا فعلت؟! - وسكتت برهة ثم أجبت - بعد ساعتين ستجد الموضوع.
|
|
|
| |
|