نهارات أخرى
شماعة المجتمع!
فاطمة العتيبي

** لم تعد هذه الشماعة مقبولة على الإطلاق..
فالتسارع في التحديث والتطوير.. وتقبل الأفكار الجديدة وتبني وجهات النظر المقنعة تظهر ارتفاعاً ملحوظاً وقابلية كبيرة من فئات المجتمع المختلفة..
وفي مجتمع يشكل الشباب غالبية فيه.. ويعد من المجتمعات الفتية عطفاً على ارتفاع نسبة الشباب فيه فإن روح التطور والحماس للتحديث.. تعد بيئة مناسبة لا بد من استثمارها جيداً.
لاحظ الإقبال الكبير على انتخابات المجالس البلدية.. ولاحظ الحماس الذي صاحبها مما يدلل على أن نمو ثقافة الانتخاب لدى شرائح المجتمع كانت مضمرة، وإن بدا النسق الظاهر يرفضها.. لكنها ظهرت بشكل كبير وناجح.. بل إن المخاوف التي صاحبتها من أن يكون الانتماء القبلي والمناطقي طاغيا فيها.. قد تسربت أيضاً.. ففكر المنتخبون وأعطوا أصواتهم لمن أقنعهم ببرنامجه الانتخابي دون النظر إلى قبيلة أو منطقة.
** صحيح أن الأيديولوجيا لعبت دوراً كبيراً في كسب أصوات المنتخبين.. لكن هذا ليس في السعودية فقط.. وليس وقفاً على المجتمع السعودي.
** فما زال للأدلجة سطوتها في العالم كله.. إليك انتخابات أمريكا وبريطانيا.. الحزب المحافظ يكسب لأنه يستثمر الأيديولوجيا في برامجه الانتخابية..!
** ومجتمعنا السعودي على بساطة تجربته الانتخابية إلا أنه قادر على أن يتشكل وفق المتاح له.. وأن يحدد ما يريد، وأن يكون شجاعاً في اختياره ويتحمل مسؤولياته إزاء ذلك.
** أعتقد أن المجتمع الذي تتمثل غالبيته في الفئة المعتدلة المحبة بجذورها والمتطلعة إلى تطور وانفتاح عظيمين ينقلان المملكة إلى مرحلة جديدة من التحديث الذي يتوق إليه ملك البلاد عبدالله بن عبدالعزيز، ويتبدى ذلك في حماسته وحديثه وتطلعاته التي يفضي بها إلى شعبه بكافة شرائحه حال التقائه بهم.
** لم يعد مقبولاً أن يتخذ المسؤولون وأصحاب القرار من وزراء أو مجلس شورى ذريعة مكشوفة هي أن المجتمع غير مستعد لهذا... ولهذا...
** المجتمع لديه استعداد كامل لخوض التجارب الناجحة وتشكيل ثقافته عبر بوابة النقابات والجمعيات التي تتيح للإنسان القدرة على التعبير والانتماء والحرية في الاختيار.
** وحتى في مسألة المرأة وانخراطها في العمل والتنمية ومشاركاتها العامة..
من البؤس أن نكرر اسطوانة مشروخة تدور في فلك أن المرأة ذاتها على غير استعداد.. أو أن المجتمع لا يقبل..
** انظروا لجبال الملفات وزحام طلبات العمل لتعرفوا أن تلك الحكاية باتت مضحكة مبكية.