| |
فتياتنا والإبداع كيف تبنى الموهبة وكيف يمكن استثمار طاقات الفتاة الموهوبة؟
|
|
* حوار - هياء الدكان: لما كانت عملية الكتابة الأدبية الإبداعية والفنون التشكيلية وغيرها تعتمد على قوة تعبير الكاتب وقوة الموهبة داخله كان لزاماً علينا نحن التربويين والمعلمين والآباء التنبه لمواهب الجيل الصاعد واكتشافها وتعلُّم كيفية توظيفها، سواء كانت ضمن الموضوعات المقررة التي يدرسها في مراحل تعليمه المختلفة، أو تلك التي يطالعها في قراءاته الحرة، وتنمية هذه الموهبة من خلال الأنشطة، وهذا ما وجدته عندما وقعت بين يدي صحيفة مدرسية قامت عليها معلمتان مبدعتان: آمال الزايدي معلمة رياضيات، ومها الدخيل معلمة لغة عربية، كشفتا عن مواهب الطالبات، فكان أحد هذه المناشط تلك الصحيفة التي جاءت متنوعة هادفة، ومادتها قوية، حتى إنه يطرح من خلالها المادة العلمية التي تدرس في المناهج، كما احتوت على زاوية تكتبها طالبة مجتهدة بعنوان: كيف أدرس؟ فكان لنا هذا الحوار مع المعلمتين المشرفتين على النشاط في المدرسة: * كيف اكتشفتما مواهب الطالبات؟ المعلمة آمال: في البداية أشكر جريدة (الجزيرة) التي حرصت على إبراز إنتاج الطالبات المتميزات، وأشكر مديرة مدرستنا الأستاذة عزة العلولا التي شجعتنا، وذللت لنا الكثير من العقبات، كما أشكر الإعلام التربوي بإدارة تعليم الرياض. كمعلمة أجد مواهب طالباتي في دفاترهن وعلى طاولاتهن، فإحداهن رسمت وزينت دفترها بأحلى الرسومات، وأخرى أرى دفترها منظماً ومرتباً يحكي عنها، وثالثة تتفنن في خطها، وأخرى أرى شِعرها منثوراً على جدران مدرستنا أو طاولات فصلها. وأحاول فهم طالباتي كيف يفكرن، وما اهتماماتهن، وأربط بين درسي وهواياتهن، ولا أنسى حصص الانتظار، فأجد لدى تلميذاتي ما يبهر ويثلج الصدر، وقد انضم إلينا هذا العام طالبات مبدعات في الصف الثاني الثانوي، توجهت إليهن وعرضت الفكرة كما عرضتها على باقي زميلاتهن، فوجدت ما يبهر، حماس وأفكار، وجدت الثقافة والأدب والفكر والثقة بالنفس والقدرة على المحاورة، وأحضرت لي إحداهن دفتراً مليئاً بالإبداع ورسومات غاية في الإتقان. * كيف بدأت المجلة؟ وما دور الطالبات فيها؟ - في العام الماضي اقترحت الأستاذة مها الدخيل فكرة إصدار مجلة، وأنا حوّرتها إلى صحيفة تحوي بين طياتها أخباراً تفيد الطالبة ومعلومات مفيدة بأسلوب بسيط وسريع، فالصفحة الأولى تحوي الأخبار العالمية (تحوي أخبار العلم والمواد الدراسية).. والصفحة التالية تحكي عن هموم التعليم والتدريس بشكل عام، ومن ضمنها مقالات تحكي بلغة عامية تجاربها في مذاكرة المواد، وصفحة محليات (أسماء الفائزات في مسابقاتنا - عدسة تحكي عن الأنشطة المدرسية وانطباعات طالباتنا عنها - وحوارات تنمي التفكير والإبداع لدى الطالبات (ماذا لو أصبحت معلمة؟ مديرة؟)، بالإضافة إلى الموضوعات العامة بإجرائها تحت إشراف المعلمة مها الدخيل. أما عن دور الطالبات (سمية ونورة وغالية)، فقد كان عملهن في البدء جماعياً، مثلاً الكاريكاتير يتناقشن في الفكرة، وسمية تكتب بأسلوبها الرائع، ونورة ترسم. بالنسبة للتحقيقات سمية تنظم الأسئلة وتوجهها إلى الطالبات، وتقوم بإعادة صياغة إجابات البعض منها وكتابتها بطريقة صحيحة، والأستاذة مها تناقشها وتقوّمها، وبالنسبة للحوارات التي تقوم بها غالية تقوم الأستاذة مها بإعدادها، وقد انضم للفريق في العدد الأخير سعاد، وهي طاهية ممتازة يُشهد لها بالأكلات المميزة والذوق الرفيع، ويوجد العديد من الموهوبات في مدرستنا ننتظر منهن الكثير؛ كمنال من الصف الثاني المتوسط، وهديل من الصف الأول المتوسط، وأمل من الصف الثالث المتوسط، ذوات الإنتاج الغزير، وغيرهن الكثير، لكن لا يتسع المجال لذكر أسمائهن. * كيف يمكن تشجيع الطالبات وحفزهن للاستمرار في أنشطتهن؟ - تجيب الأستاذة آمال: بالحب والحوار الهادف والصبر وتجنب السخرية والتثبيط والجمود، فالموهبة تبدأ صغيرة، ولكن بالرعاية والاهتمام تكبر، وكذلك أن تكون المعلمة قدوة حسنة لتلميذاتها، فغالباً تصرفات الطالبة تأتي من التقليد والاتباع لعائلتها ومعلماتها، وأيضاً توفير الإمكانات وخلق فرص وتجارب تنمي الإبداع خارج إطار المناهج وتذييل العقبات والتواصل مع أسر الطالبات من قبل الإدارات المدرسية. وتضيف الأستاذة مها: إن استمرار الطالبات في أنشطتهن مرهون بمدى إشباع هذه الأنشطة لاحتياجات الطالبات المختلفة، فكما أن ميول واهتمام الطالبات يختلف من طالبة لأخرى فلا بدَّ أن تكون تلك الأنشطة التي تصرّح للطالبات متباينة لتشبع حاجات جميع الطالبات، كما لا بدَّ أن يجد هؤلاء الطالبات الدعم والتشجيع المادي والمعنوي لضمان استمراريتهن في هذه الأنشطة وبصورة تضمن بإذن الله تعالى تحقيق أهداف هذه الأنشطة في هؤلاء الطالبات، وهناك وسائل كثيرة يمكن من خلالها فعل ذلك، منها: 1- فتح مجال للطالبات لاختيار الأنشطة المناسبة لهن. 2- التعزيز المستمر بالهدية والكلم والإيحاء التربوي والكلمات الإيجابية. 3- مشاركة الطالبات في منافسات تربوية تطلق العنان لما عندهن من مجالات مبدعة كالمسابقات الثقافية والعلمية والفنية. * الموهوبات والموهوبون هم ثروات الأمة.. ماذا تحتاج هذه الفئة لتستطيع أن ترتقي بإبداعاتها، وبخاصة (الموهوبات)؟ - تجيب الأستاذة عزة العلولا مديرة المدرسة: إن الموهوبات يحتجن إلى برامج مكثفة ومطورة للكشف عن المواهب، وتوفير بيئة مادية وتربوية آمنة لرعاية الموهوبات، كما تحتاج هذه الفئة إلى معلمات قادرات تربوياً على الكشف والتعامل مع الموهبة. * ما دور المعلمة/ المدرسة/ الأسرة في حياة كل فتاة موهوبة؟ - تجيب المعلمة مها الدخيل: الطالبة الموهوبة لها سمات وخصائص خاصة تميزها عن غيرها من الطالبات، وبالتالي فلا بدَّ لمن يتعامل مع هذه النوعية أن يكون مدركاً لهذه الخصائص والسمات حتى تكون بالصورة التي تحقق الرعاية السليمة لهذه الطالبة الموهوبة. وبما أن المعلمة هي أحد العناصر الفاعلة في تربية الطالبات فإن دورها كبير جداً، ويتمثل في التالي: تشجيعها للطالبات الموهوبات واكتشاف مواهبهن وقدراتهن، وتشجيعهن على التعليم الذاتي لإشباع ميولهن وحاجتهن، وكذلك تشجيع الطالبات الموهوبات على طرح أفكارهن ومناقشتها معهن، والتعرف على إمكانات الطالبة الموهوبة وهمومها ومشكلاتها ومستواها وتطلعاتها، والتحلي بالصبر وتحمل أخطائهن ومشكلاتهن والسعي لحلها، وتكليف الطالبة الموهوبة بأنشطة موجهة لإشباع حاجاتها الخاصة. أما دور المدرسة فيتمثل في التالي: الحرص على اكتشاف الطالبات الموهوبات، ووضع خطة مناسبة لرعاية هؤلاء الطالبات الموهوبات، وذلك بتزويدهن بنشاطات وخبرات تعليمية إضافية بهدف توسيع معلوماتهن وإشباع حاجاتهن، ومنحهن واجبات إضافية نوعية (بعيدة عن الروتين)، مع توفير الأجهزة والأدوات والوسائل التعليمية اللازمة، مع تنظيم مسابقات نوعية في مجالات المواهب، واختيار معلمات تتوفر فيهن الكفاءة والقدرة على رعاية تلك الطالبات. أما دور الأسرة في حياة الطالبة الموهوبة فيتمثل في التالي: - التعرُّف على مواهب الطالبة في سن مبكرة ومساعدتها على صقلها، وتوفير الظروف والإمكانات المناسبة للطالبة الموهوبة وإتاحة الفرصة للتعرف على الأشياء الجديدة، والتواصل مع المدرسة والتنسيق معها في كل ما يتعلق بهذه الطالبة الموهوبة، والنظر إلى الطالبة الموهوبة بنظرة شاملة. * بحكم خبرتك في نشاط الطالبات ما أفضل مقومات مشرفة النشاط الناجحة مع الطالبات؟ - تجيب المعلمة مها الدخيل: أن تكون قدوة حسنة للطالبات، وأن تكون متمكنة من تخصصها وذات ثقافة عالية، وأن تكون مؤمنة بأهمية النشاط ودوره الفاعل في صقل مواهب الطالبات، وأن تكون قادرة على اكتشاف الطالبات الموهوبات، وأن تكون قادرة على تكوين علاقات إيجابية مع الطالبات المتميزات.
|
|
|
| |
|