| |
واجبنا نحو المقيمين د. موسى بن عيسى العويس (*)
|
|
* بفضلٍ من الله ونعمة منه، وبجهود مشكورة من رجال الأمن في هذا البلد الآمن نجحت الضربات الاستباقية للفئات الضالة، ووأدت الكثير من العمليات الإجرامية التي كادت - لولا يقظة رجال الأمن - أن تطال الوطن والمواطن بصنوفٍ من الأذى، وتلحق به الكثير من الأضرار. واللافت للنظر وجود بعض المقيمين والوافدين لهذا البلد المعطاء، لأغراض مختلفة. ومن الطبيعي أن من يقدم على هذا العمل تختلف دوافعه وأهدافه، وليس من شأننا الخوض فيها هنا. الذي يعنينا هو الإجابة عن هذا السؤال العريض. ما واجبنا نحو المقيم؟ * إن من نعم الله على هذا البلد (المملكة العربية السعودية) اتخاذ هذا المنهج الوسطي، قولاً، وعملاً، واعتقادا، فحمل ولاة الأمر وفقهم الله هذه الرسالة على عواتقهم منذ قيام هذه الدولة الحديثة على يد الإمامين (محمد بن سعود)، والشيخ (محمد بن عبد الوهاب) رحمهما الله، وأسكنهما فسيح جناته . تلك الرسالة التي توارثناها عن الأسلاف وامتدت آثارها إلى هذا اليوم، وستظل راية التوحيد خفاقة إلى أن يشاء الله، مهما حاول المغرضون أن ينالوا منها، أو ينتقصوا من منهجها القويم. * بالتأكيد تعددت أسباب القدوم إلى هذا البلد المبارك مابين زائر لمقدساته، أو طالبٍ لعلمٍ من علومه، أو سائحٍ في معالمه وآثاره، أو باحث عن عمل يقيم به أود حياته. وكل مقصدٍ من هذه المقاصد شريف بلا شك، ونحسب أن كل من قدم جاء بدافعٍ من إحدى هذه الدوافع، لكن أن يشذ منهم من يشذ فهؤلاء هم من يجب أن يقف لهم المجتمع بكافة فصائله بالمرصاد، وأن نفوت عليهم وغيرهم العبث بأمن هذا البلد واستقراره، والنيل من وحدته وتآلفه وترابطه. * مؤسساتنا التربوية مطلوب منها أن تضع هذه الفئات المقيمة بالاعتبار في تلقيهم لمناهجنا، وأن تضع في الحسبان كذلك اختلاف موارد ثقافتهم باختلاف البيئات التي ينتسبون إليها. هذا المطلب ينسحب كذلك على المؤسسات الدينية والدعوية التي تقوم بأدوار كبيرة في توعية الجاليات الوافدة إلينا. وكل ما يقدم فيها من برامج ومناشط ودورات يجب أن تراعي خصوصية هذا البلد، وتركز على القيم الدينية والأدبية التي نادت بها الأديان السماوية، والتي تتمحور حول علاقة المسلم بأخيه المسلم، وعلاقته كذلك بغيره من الطوائف الأخرى. * وكل ما سبق لا يعني أن نعفي المؤسسات والأفراد من المسؤوليات تجاه الوافدين، والتزامهم بالأنظمة والتعليمات المرسومة لهم من الجهات ذات العلاقة، فهذه الفئات يجب متا بعتها بدقة، في كل صغيرة وكبيرة، وأداء مالهم وما عليهم، فلم يعد أثرهم يقف عند تأثيرهم في تركيبة والمجتمع والتأثير في سلوكه فحسب، بل تعدى ذلك الالتحاق في تنظيمات سرية تسعى للهدم والتدمير. وقد يتطلب الأمر منا التوعية لهؤلاء في بلدانهم الأصلية عن طريق السفارات أو الملاحق الثقافية، وبخاصة الجاليات ذات الأغلبية. والله نسأل أن يحفظ هذه البلاد من كيد الكائدين، ومكر الغادرين، وأن يسدد جهود المخلصين.
(*) تعليم الرياض
|
|
|
| |
|