| |
بمناسبة اليوم العالمي للمعوقين.. النصار: ما يقدم للمكفوفين من مهارات فنية في البيئة المدرسية لا يوافقه اهتمام في المنزل والبيئة المحلية
|
|
* الرياض - عوض مانع القحطاني: تحتفل دول العالم في الثالث من ديسمبر في كل عام باليوم العالمي للمكفوفين، وبهذه المناسبة أوضح مدير إدارة العوق البصري في الإدارة العامة للتربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم أنور حسين النصار أن الإعاقة نعمة من الله في كل مجتمع أياً كان مستواه الاقتصادي؛ إذ إن الإعاقة تخفف من وطأة المجتمع الجاف الذي يسعى بكل ما فيه من إمكانات إلى تحقيق مكاسب دنيوية تحجب نظره عن العلاقات الاجتماعية؛ فتبرز الإعاقة كمذكر للبشر بضرورة القناعة والتعاون والتنازل عن كثير من المطالب أسوة بأولئك الذين لا يستطيعون مجاراة مسيرة النمو في بيئتهم؛ إذ لم تتح لهم الفرصة كجزء لا يتجزأ من المجتمع ولكون الحركة والتنقل من الأساسيات التي يرتكز عليها التفاعل الاقتصادي في المجتمع.وألمح النصار إلى أن مفهوم العصا البيضاء هي تلك العصا التي يحملها المكفوفون في أنحاء العالم وهي لا تختلف في شكلها عن أي عصا تحمل باليد، سواء كانت مصنوعة من الخيزران أو من أي مادة أخرى، ولكن الاختلاف هنا هو في كيفية الاستخدام؛ فالعصا البيضاء تستخدم بمهارات تدريبية وبأسلوب فني وهي تعطى للكفيف بحيث يتمكن من خلالها من حماية نفسه من معظم الأخطار الموجودة في البيئة بما في ذلك تفادي المارة على الأقدام وخطر الحافلات، مؤكداً أن مهارات تعلم الاستخدام الأمثل للعصا البيضاء هي أحد مكونات علم التحرك الآمن كما عرّفه Richard welsh1987 (القدرة على التحرك باستقلالية، بأمان وبشكل مقصود). وقال النصار: إن الثورة الصناعية أوجدت كثيراً من المتطلبات البيئية التي ضاعفت بشكل سريع معوقات الحركة الآمنة للمكفوفين، فتنوع الطرق وما ارتبط بها من أنظمة مرورية دفع بمهندسي المدن إلى توسيع أحياء كل مدينة وتخصيص أماكن للمشاة تحتوي على كثير من الخدمات الأساسية والإضافية التي جعلت من تلك المدن أماكن صعبة الحركة للمكفوفين الذين لا يستطيعون مجاراة هذا التعقيد في التصميم والبناء، وقد زاد من صعوبة المشكلة ظهور أنظمة للتأمين تحرم الكفيف الذي لا يحمل العصا البيضاء من أي مطالبات مالية أو غيرها إذا ما جرت له أي مشكلة. وأكد النصار أنه وإيماناً من القائمين بوزارة التربية والتعليم في مملكتنا الحبيبة بأهمية تدريب النشء من المكفوفين على إتقان استخدام العصا البيضاء فقد تم اعتماد تطبيق علم التوجه والحركة منهجاً إضافياً في معاهد النور للصفوف الثلاثة الأولية عام 1403هـ ثم وضعت لهذا العلم مفردات بعد عشر سنوات من ذلك التاريخ، وتوج هذا الاهتمام بمواد ضمن القواعد التنظيمية لمعاهد وبرامج التربية الخاصة عام 1422هـ.وحول إجابته عن السؤال: هل حقق تعليم التحرك الآمن للمكفوفين بين أبناء المملكة حرية التنقل بكفاءة ويسر كما وضع لذلك من خطط وأهداف وكما هو ملاحظ في حركة وتنقل المكفوفين في الدول المتقدمة؟ قال النصار: الجواب في حقيقته مرير جداً؛ ذلك أن ما يقدم للمكفوفين من مهارات فنية في البيئة المدرسية لا يوافقه اهتمام لا في المنزل ولا في البيئة المحلية؛ فالأسر لا تشجع أبناءها على الخروج بمفردهم ليشعروا بأهمية الاستخدام الأمثل للعصا البيضاء، وإن حاولت بعض الأسر ذلك فإن العقبة الكبرى التي تواجه أبناءهم هي عدم كفاءة البيئة المحلية الخارجية القريبة منها أو البعيدة. ولمزيد من الإيضاح في هذا الشأن نجد مثلاً أنه لا يوجد رصيف واحد في معظم أنحاء المملكة يمكن للكفيف التنقل فيه بحرية وأمان؛ فالأرصفة مليئة بالإشارات الإعلانية، واللوحات المرورية، وأحواض الأشجار والمزروعات، كما أن الأرصفة ليست مصممة على ارتفاع واحد، إن وجدت، فمنها ما يرتفع عن الطريق مقدار (15سم) في بعض الأماكن، ومتر ونصف في أماكن أخرى.
|
|
|
| |
|