| |
قلق إسرائيلي من تغيير واشنطن لسياستها في المنطقة
|
|
ذكرت مصادر إسرائيلية مطلعة أن قلقا يسود دوائر صنع القرار في تل أبيب بخصوص الإشارات التي ترد من واشنطن حول تغير جذري في السياسة الأمريكية تجاه المشكلة الفلسطينية وقرار واشنطن عقد مؤتمر دولي حول العراق وفلسطين تشارك فيه دول غربية وشرق أوسطية، مشيرة إلى أن إشارات التغير التقطت جيدا في رام الله وفي تل أبيب في نفس اللحظة. وقالت المصادر إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، المدرك لحجم التغيرات الأمريكية، أبدى موافقة فورية على مبادرة رئيس السلطة الفلسطينية بوقف إطلاق النار رغم نصائح كبار القادة العسكريين بعدم الموافقة على ذلك، لما فيه من خطورة، حيث ستستغل فصائل المقاومة الفلسطينية هذه الهدنة لإعادة التسلح. ونقل موقع ديبكا الاستخباري الإسرائيلي عن مصادر إسرائيلية قولها إن الرئيس الفلسطيني وقيادة حماس أدركوا المتغيرات في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط وقرروا المبادرة إلى وقف إطلاق النار، فيما اعتبرت المصادر أن المحرك الأساسي وراء السياسة الأمريكية الجديدة في الشرق الأوسط هو برنت سكورافت، والذي عمل مستشاراً للأمن القومي في عهد ثلاث إدارات أمريكية جمهورية سابقة، وهي إدارات ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد وجورج بوش الأب. وأوضحت المصادر أن سكورافت يقف وراء الإستراتيجية الجديدة التي ينوي تقديمها جيمس بيكر ولي هاميلتون، اللذان يرأسان لجنة (مجموعة الدراسات حول العراق) والتي شكلها الرئيس الأمريكي بوش والتي من المنتظر أن تقدم توصياتها للكونجرس الأمريكي في العاشر من ديسمبر الحالي. وأكدت المصادر أن أهم توصيات الدراسة هي عقد مؤتمر دولي حول العراق بمشاركة أوروبا وروسيا ودول الشرق الأوسط ودول الخليج، موضحة في الوقت ذاته أن هذا المؤتمر سيخصص جزءا كبيرا من مداولاته للمسألة الفلسطينية حيث يتوقع أن تطالب الدول العربية، مثل السعودية ومصر والمغرب، بتقدم على المسار الفلسطيني مقابل وعود بالمساهمة الفعالة للمأزق الأمريكي في العراق. وأشارت المصادر إلى أن تطبيق السياسة الأمريكية الجديدة يتطلب ضغطا أمريكيا على إسرائيل لتقديم تنازلات كبيرة للفلسطينيين مع إمكانية إشراك سوريا في العملية ذاتها إن أرادت. وتوقعت المصادر تراجع العلاقات بين إسرائيل والإدارة الأمريكية وعودتها إلى ما كانت عليه عام 1990 عندما كان جورج بوش الأب رئيسا للولايات المتحدة، وجيمس بيكر وزيرا للخارجية وإسحاق شامير رئيسا للوزراء الإسرائيلي في حينه. ونوهت المصادر إلى أن سكورافت زار تركيا قبل أسبوعين تقريبا طالبا من القيادة التركية إقناع الرئيس السوري حافظ الأسد بلعب دور في حل مشاكل العراق. وقالت المصادر إن سكورافت أدلى بحديث للصحافة التركية بتاريخ 9 نوفمبر 2006، أشار فيه إلى أن حل المشكلة في العراق لن يتم إلا بحل القضية الفلسطينية وذلك عبر مشاركة إقليمية واسعة في المنطقة مشيرا إلى أن إسرائيل توجد في هذه الأيام في وضع لا تحسد عليه. وأوضحت المصادر أن الرياح التي تهب في واشنطن تسير ضد إسرائيل هذه الأيام بسبب قناعة الرئيس بوش بأن إسرائيل دولة ضعيفة في ظل عدم تحقيق النصر في معركتها مع حزب الله، وفي ظل عودة صناع السياسة الخارجية في عهد والده جورج بوش الأب إلى الواجهة، مثل جيمس بيكر وسكورافت، واللذان تعتبرهم دوائر صنع القرار في تل أبيب الأكثر عدائية لسياسة إسرائيل في المنطقة.
مدحت الغرباوي
|
|
|
| |
|