| |
نهارات أخرى نعم.. سبَّاكة سعودية! فاطمة العتيبي
|
|
** الذي قُدر له أن يستقبل ملفات التوظيف ويسمع رجاءات الفتيات وأمهاتهن بحثاً عن أي وظيفة.. حتى لو أن الخريجة تحمل مؤهلاً جامعياً.. لكنها في النهاية تريد المال.. تريد أن تسد فقر أمها العاجزة.. أو أبيها المريض.. أو زوجها المقعد.. الذي سمع نداءات استغاثة هاتفية من نساء كبيرات مترملات يردن أي عمل.. أي عمل.. وأمهات أيتام يبعن الملابس البسيطة على الطرقات الباردة طقساً وخوفاً من ملاحقة رجال البلدية أو الهيئة الغلاظ الشداد على النساء المحتاجات فقط! ** الذي قدر له أن يرى أو يسمع فتاة اضطرها إدمان والدها إلى الزواج بمسن فقير فقط كي تحافظ على نفسها من والدها المدمن.. وصارت تبحث بشهادتها الثانوية عن حياة جديدة لأطفالها الذين تريد لهم حياة كريمة. ** الذي رأى منكم ذلك أو بعضه هل يقبل مقولة (تكريم المرأة وصونها في بيتها عن العمل) وكأن العمل عار.. هل يقبل من رأى وسمع تضور النساء من الفقر والمواصلات وفرص العمل التي لا تجيء.. وإن جاءت قدر لها من يكون أمامها مثل السد العظيم الذي يخنق كل ضوء لحياة كريمة تليق بالشريفات العفيفات الكافات أيديهن والرافعات أنفسهن عن ذل السؤال.. بحجة حفظ المرأة. ** التي تكف نفسها عن ذل السؤال لن تعمل فيما لا يليق بشرفها وعفتها.. وما عدا ذلك فكل الأعمال متاحة لسد باب الفقر والعوز لهذه الفئة.. ** وفي ظل وجود منشآت نسائية خاصة كثيرة جداً يكفي أن المدارس فقط أكثر من ثلاثة عشر ألف مدرسة للبنات وهناك الإدارات والمكاتب والبنوك.. و.. و... وكلها يكتب عليها عبارة واضحة (ممنوع دخول الرجال). ** أعمال السباكة البسيطة وأعمال الكهرباء وأعمال الديكور والأعمال الصحفية المساندة من إخراج وإنتاج وطباعة وغيرها من أعمال مهنية.. ألا تليق بالمرأة.. ألا يلزم المؤسسة العامة للتعليم الفني والمهني أن تقدم برامج ودورات ودبلومات تقدم مخرجات عالية الجودة يقبل عليها القطاع الحكومي النسائي وكذلك القطاع النسائي الخاص. ** كانت هذه مشاركتي في الحوار الوطني الذي كثيرات وكثيرون قالوا لي.. سباكة يا فاطمة.. تريدين بناتنا سباكات، نعم أريدهن سباكات يسددن بعملهن بوابة الفقر والعوز والإحباط في حياة المحتاجات منهن.. وأريدهن منتجات ومخرجات صحفيات ومصممات وفنيات كهرباء يجدن فرص عمل داخل المدن التي يعيشن فيها بدلاً من ركوب الخطر والسفر في ظلمة الدجى يحشون أجسادهن في سيارات ملغمة بالموت والخوف والغربة وأحلام قد تنتثر سريعاً على قارعة الطريق.. ** من رأى ليس كمن سمع.. ومن كفكف دموع المحتاجات وصبرهن بالوعود التي لا تنجز يجد اللوعة في قلبه.. ** الحاجة تدفع الإنسان لعمل أي شيء.. أي شيء.. ليسد الجوع ويعالج المرض.. ويكفي الصغار.. والمرأة ليست دائماً ابنة ثري أو زوجة شيخ.. أو أخت مسؤول!!
Fatmaotaibi@hotmail.com |
|
|
| |
|