الطريق من مدينة الرياض إلى محافظة بيشة الواقع والآمال

قبل ما يزيد على 25 سنة كنت في المرحلة الابتدائية وأنا أسمع عن الطريق الحلم الذي يربط مدينة بيشة بمنطقة الرياض إنها لسنون طويلة مرت بآلامها وأحزانها على أحبة قضوا نحبهم في هذا الطريق الذي يمتد لحوالي 1000 كم انطلاقاً من بيشة مروراً برنية، وهذه المسافة مفخخة بالجمال التي تعترض طريقكم في أي وقت، وخصوصاً في الليل، ثم تتجه نحو الخرمة شمالاً، علماً أن الاتجاه الأصوب والأقرب يجب أن يكون شرقاً، وهذه المسافة لم تعرف الصيانة منذ أن تم إنشاء الطريق، ويبقى المسافر يضغط على أعصابه إلى أن يصل الطريق السريع الذي يربط الطائف بمدينة الرياض، بعد أن يكون قد قطع مسافة (380 كم) من المعاناة والتعب النفسي والجسدي، وبقي أيضاً سفر آخر لتعديل مسار الرحلة صوب الرياض حوالي 620 كم) ليصبح مجموع المسافة الحالية (1000كم).
في حين أن الطريق الحلم الذي سمعنا عنه منذ (25 سنة) لا يتجاوز (560 كم) أي بحوالي نصف المسافة تقريباً، وقد استبشرنا خيراً لدى سماعنا بأن المناقصة عن هذا الطريق قد رست على مؤسستين وطنيتين علماً أن هذا الطريق يخدم بشكل مباشر 700.000 مواطن من سكان بيشة، ورنية، وتثليث، وتنومة، والنماص، ويخدم بشكل غير مباشر حوالي 3.500.000 مواطن في كل من خميس مشيط وأبها وسراة عبيدة والباحة وغيرها الكثير.
هذا الطريق يساعد في ترويج للمنتجات الزراعية بمدينة الرياض والمنطقة الجنوبية ويشجع السياحة الداخلية فعصب السياحة الداخلية هو قرب ويسر الطريق المؤدي للمتنزهات والمرافق السياحية في جميع فصول السنة.
وهناك ملاحظة هي أن هذا الطريق مصمم هندسياً ليكون سريعاً، ولكن التنفيذ سوف يكون مفرداً لماذا لا أدري..؟! صحيح أن هنالك توفيرا في المسافة بنسبة 50% والوقت أيضاً إلا أن المعاناة من الطريق المفرد تعرفونها جميعاً جمال سائبة تغتال المسافرين، أو شخص نائم (يميل عليك) حوادث انفجار الإطارات وتعطل المركبات على تلك الطرق مما يتسبب في مزيد من الحوادث.
ومن هنا فإنني أطلق نداء استغاثة للمسؤولين والقائمين على إنشاء هذا الطريق باسم كل من يحتاج لركوب هذه المسافة ونناشده حقن دماء كل هؤلاء الذين سيقضون نحبهم نتيجة لعدم ازدواج الطريق وتسويره وحمايته بالطريقة المناسبة أسوة بكل الطرق السريعة الشريانية التي امتدت إليها اليد الحانية من المسؤولين.
وفي الختام فإن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا التأخير هداكم الله..
متى التنفيذ بإذن الله بما أنني سمعت عن الطريق طفلا.. فهل سيرى طفلي أحمد هذا الطريق..؟!