| |
لما هو آتً اليوم معكم.. (2) في التربية والتعليم د. خيرية إبراهيم السَّقاف
|
|
قال لي أحد المعلمين يشكو من عدم تنفيذ التربية المشتركة بين المدرسة والمنزل في أسلوبها الصحيح؛ حيث يقضي اليوم المدرسي في مواجهة نتائج البعد الاحتوائي بين الطلاب ووالديهم، ومن ثم البعد النفسي المؤدي للإشراف الحيوي بينهم؛ إذ كثيراً ما تنمّ نماذج السلوك الفردي بين الطلاب والتي تلتقي في قواسم: التجاوز السلوكي في اللفظ وفي الإهمال وفي الشغب بل في التوجه الفكري نحو أمور تدخل في نطاق القيم والأخلاق بسبب أن الوالدين لا يولون أهمية لأبنائهم إلا من حيث إغداقهم بثقة مطلقة فيما يقولون ويفعلون، ولا تبدو ظواهر الرعاية الأسرية على فئات كثيرة من الطلاب، وتحديداً في التعليم الأهلي إلا من حيث توفير المظهر لا تمكين المخبر، ويمنحني أمثلة على بعض السلوك. يقول: إن هناك طلاباً لا يؤدون الواجبات وحين نسجل في دفاتر المتابعة ملاحظاتنا لا نلقى لها بالاً ثم حين يجد الطالب متابعة منا فإنه يبدأ في الشغب والخروج من الفصل أو التمرد، وهو حين يذهب لوالديه فإنه لا يجد الشد من أزرنا بل يلاقي الدعم بأن يتم اعتراض من الوالدين على تدخلنا بل إنهم لا يمنحون أنفسهم فرص التفكير فيما إذا كان أبناؤهم صادقين أم يتهربون بالأكاذيب مما يفعلون. وفي ضوء شل يد المعلمين عن العقوبة بأنواعها فإن وضع المعلم في المدارس لم تعد له مهابته ولا تقديره، ناهيك عن الضرب بيد من نظام على حرية تصرف المعلم بوصفه مربياً فيما يعترضه من مواقف تتطلب التدخل الصارم.. هناك المعلمون الذين أصبحوا يؤدون رسالتهم ليس بدافع العطاء التربوي بل لأداء الواجب نظير راتب شهري يؤود رمقهم فهم مهددون من الطلاب والجميع لا يدرك خطورة الأمر. نحن ندرك أن ليس كل معلم مؤهل للتربية مع التعليم، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لا يرشح للتعليم من هو مؤهل للتربية؟ إنها آلية شديدة الحساسية لكنها بالغة الأهمية. ناهيك عن تدخل كثير من الأمهات بعواطفهن المعهودة في شل إمكانية قيام المعلمين بالشكل السليم والصحيح في تعديل سلوك أبنائهن. هناك طلاب يصل الأمر بهم إلى أنهم يسلكون سلوكاً انحرافياً ويعرفون أموراً بأكثر وأوسع مما تتحمله مرحلة أعمارهم دون مراعاة من الأهل أو انتباه لخصائص أعمارهم. هذا ما يراه المعلمون الذين يمضون معهم أحرج الوقت ووالدوهم في نعيم الاطمئنان والثقة المطلقة بأبنائهم كأنما هؤلاء الأبناء من فئة الملائكة... وكذلك تقول كثيرات من المعلمات على الرغم من أن طبيعة المرأة نفسياً تساعدها على التعامل بشكل أكثر فسحة في مراحل النمو مع البنات... فما يقول المربون: وما تقول أنظمة العقوبات والمثوبات؟ وما يقول الآباء والأمهات، قبل أن يكونوا عوامل معينة لمتاحات الوقت في تسيب الأجيال ونشأتها على اعوجاج؟
|
|
|
| |
|