ها أنتذا وحيداً تذرع ساحل الخليج أيها البدوي الآتي من صحراوات الموت والجفاف والظمأ تحمل في روحك الخاوية التي تزمجر فيها الرياح أغاني الرعاة الذين يموتون على مشارف الأفق بلا قطرة من ماء أو كسرة من رغيف، آنذاك تتذكّر أنك جئت وحيداً منحدراً للمدائن الساحلية، حيث النفط والعمل، وأحلام المستقبل النادحة، إذ (حبيبة العمر) تنتظرك على أحر من الجمر لكي تخطفها لا على حصان أبيض، بل على (سيارة شيفر) بيضاء كما كان يغني بها مطرب العصر آنذاك (حجاب بن نحيت). * * * وها أنتذا بعد ما حققت كل أحلامك الطفولية البيضاء تذرع البحر تناجي الأزباد وأمواجه البيضاء الناصعة كالقلب وتنتظر صديقك الذي تأخر كثيراً عنك وإذ ذاك وأنت (تسقهل) في زرقة البحر رأيتها كما هي: (جالسة على كرسيها الشفاف قبالة الخليج تحط ساقاً فوق ساق إذ ترتدي بنطالها المخطط الهفهاف لتزدهي بحسنها البهيج * * * تهبُّ ريح (الكوس) مليئة بزفرة الأسماك أو ربما لزوجة الأصداف تمر عبر شعرها الرفراف يهبّ بالأريج فتثمل الضفاف وترقص الأمواج مزهوّة بحسنها الذي يدعو بأن ينخرط الخليج بالنشيج.
|