يديعوت أحرونوت: مصر تحمل خطة من 4 مراحل لإطلاق سراح شاليط
أولمرت يتمسك بشرطين لاستئناف مفاوضات السلام والانسحاب من الضفة الغربية

* سديه بوكير
القدس المحتلة - من رندة أحمد:
دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت أمس الاثنين الفلسطينيين إلى استئناف مفاوضات السلام المتعثرة منذ بضع سنوات، في اعقاب التهدئة التي بدأت السبت.
وقال اولمرت في كلمة القاها في سديه بوكير في صحراء النقب متوجها إلى الفلسطينيين: (أقترح عليكم ان نسلك طريقا جديدا. وقد بدأنا السبت وقف اطلاق النار في قطاع غزة). واكد مجددا ان بلاده ستكون على استعداد في اطار اتفاق سلام (للانسحاب من الكثير من الاراضي الفلسطينية ومن المستوطنات التي اقيمت فيها) من دون ان يحدد حجم مثل هذا الانسحاب من الضفة الغربية.
غير انه اشترط من اجل استئناف الحوار تشكيل حكومة فلسطينية جديدة تكون على استعداد للانخراط في عملية سلام مع إسرائيل خلافا للحكومة الحالية المنبثقة عن حركة المقاومة الاسلامية حماس. وقال اولمرت: (إذا تشكلت حكومة جديدة عندكم وتعهدت تطبيق مبادئ اللجنة الرباعية ووضع (خارطة الطريق) موضع التنفيذ واطلاق سراح جلعاد شاليط فإنني سأعرض على أبو مازن لقاء فوريا لاجراء حوار صريح وصادق وجاد). واضاف رئيس الوزراء: (في هذا الاطار ووفقا لخارطة الطريق ستتمكنون من اقامة دولة فلسطينية مستقلة قابلة للاستمرار متصلة جغرافيا بيهودا والسامرة (الضفة الغربية) دولة سيكون لها سيادة تامة وبحدود محددة).
من جهة اخرى اعرب اولمرت عن استعداده لاطلاق سراح العديد من المعتقلين الفلسطينيين والافراج عن اموال مجمدة مستحقة للسلطة الفلسطينية في مقابل الافراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط الذي تحتجزه مجموعات فلسطينية منذ 25 يونيو. وتعقيبا على تصريحات أولمرت قال المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل ابو ردينة: إن المطلوب هو الأفعال وليس أقوال.
وأكد أبو ردينة أن المطلوب كذلك هو الجلوس على طاولة المفاوضات لبدء مفاوضات جدية على أساس الشرعية الدولية وتطبيق خارطة الطريق بما فيها مبادرة السلام العربية وبخاصة ما يتعلق بقرار عودة اللاجئين 194 .
ومن جانبه اكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان (هناك استعدادا فلسطينيا كاملا لبدء مفاوضات الوضع النهائي)، مشددا على انه (من الضروري ان تبحث هذه المفاوضات قضايا الوضع النهائي مثل مواضيع الحدود والقدس واللاجئين والمياه والمستوطنات). واعرب عن امله بأن يتم توسيع التهدئة لتشمل الضفة الغربية حيث اسفرت عملية توغل جديدة للجيش الإسرائيلي عن سقوط قتيلين هما مقاتل مسلح وامرأة فلسطينية فجر الاثنين.
وقتل عبد الرزاق بكر (25 عاما) وهو مسؤول محلي في لجان المقاومة الشعبية، خلال تبادل اطلاق نار مع جنود إسرائيليين في قرية قباطية. كما افادت مصادر فلسطينية عن مقتل امرأة من جيرانه في الخامسة والخمسين من العمر وهي تحاول تقديم المساعدة له، فيما ذكر الجيش الإسرائيلي انها قتلت فيما كانت تلوذ بالفرار بعد ان اخذت سلاحه. من جهة اخرى، اوقف 15 فلسطينيا اعضاء في حركة فتح التي يرأسها محمود عباس وفي حركتي حماس والجهاد الاسلامي ليل الاحد الاثنين في الضفة الغربية.
وعلى الصعيد نفسه نقلت صحيفة يديعوت احرونوت العبرية يوم أمس الاثنين عن مصادر إسرائيلية عسكرية مسؤولة قولها: إن وقف إطلاق النار الحالي هو نتيجة أربعة أسابيع من المفاوضات الشاقة وضمن صفقة من أربعة مراحل سينقلها وزير المخابرات المصري اللواء عمر سليمان إلى إسرائيل ،مشيرا إلى أن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس أعطى الضوء الأخضر بالموافقة على التهدئة وعلى صفقة تبادل الأسرى خلال وجوده في القاهرة، التي غادرها.. وحسب الخطة التي يحملها اللواء سليمان إلى تل أبيب، فإن إسرائيل ستطلق سراح 1400 أسير فلسطيني على ثلاث مراحل مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، المرحلة الأولى يتم فيها إطلاق سراح 400 أسير فلسطيني بينهم الأطفال والنساء، ثم يسلم بعدها شاليط إلى القاهرة، ومع بداية المرحلة الثانية يتم إطلاق سراح 500 أسير فلسطيني، ويسمح لوفد إسرائيلي ووالديه برؤيته في القاهرة، والمرحلة الثالثة التي تتضمن إطلاق سراح باقي الأسرى بمن فيهم القائد الفتحاوي، مروان البرغوثي، والأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطيني، أحمد سعدات.