| |
هل تنجح زيارة بوش المرتقبة للأردن في حل مشكلتي فلسطين والعراق؟ عبدالله القاق
|
|
في الوقت الذي يستعد فيه الأردن لاستقبال الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش في التاسع والعشرين من الشهر الجاري ليبحث مع الملك عبدالله الثاني الأوضاع العربية الراهنة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وتشكيل حكومة فلسطينية تتزامن مع رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني، تزداد الأوضاع تدهوراً في العراق وتتفاقم الأوضاع فيه ويطالب أحد قادة زعماء السنة حارث الضاري الدول العربية والإسلامية وكوفي أنان الأمين العام للأمم المتحدة بسحب الاعتراف من حكومة العراق بسبب إقدام العناصر المؤيدة لحكومة نوري المالكي بقتل وإحراق المواطنين من أهل السنة الأمر الذي يعقد المشكلة في العراق ويزيد من أعداد القتلى، ويبعد تحقيق الحرية والديمقراطية التي بشر بها بوش والمحافظون الجدد لإنجازها في العراق وتحقيق الحرية أيضا .هذه الزيارة المرتقبة التي ستتم غداً الأربعاء والتي سيلتقي فيها الرئيس الأمريكي بوش برئيس وزراء العراق ستكون هامة للغاية وسوف يتضح من خلالها عدم رضا الرئيس الأمريكي على سياسة المالكي التي أثبتت فشلها منذ تشكيلها لعدم تحقيقها الأهداف المرجوة في الحفاظ على الأمن والأمان والاستقرار بل إن عدد القتلى من العراقيين يومياً يصل إلى أكثر من مائتي شخص حسب الإحصاءات الرسمية ؟وبالرغم من أن لجنة بيكر ؟هاملتون اقترحت الحوار مع كل من سوريا والعراق في إطار سعيها إلى مساعدة حكومات الجوار العربي لضبط الحدود مع العراق والتدخل لتهدئة الأوضاع الطائفية والتي أثمرت عن زيارة وزير خارجية سوريا وليد المعلم إلى بغداد والإعلان عن إعادة العلاقات بين البلدين وهو ما دعا إليه توني بلير لإنقاذ ماء وجه بوش إلا أن اتهامات الإدارة الأمريكية ما زالت مستمرة ومتواصلة ضد السوريين وهذا يعني الفشل الذريع لإدارة الرئيس بوش في إيجاد الحلول الناجعة لتوفير الأمن والاستقرار في العراق؟ أمريكا الآن غارقة في المستنقع العراقي ولا تسعى لإحلال السلام الدائم والعادل في الشرق الأوسط فضلاً عن كونها عبر محافظيها الجدد تتهم الإسلام بالفاشية وهي ترفض إدانة المجازر الإسرائيلية في فلسطين ولبنان وبخاصة المذابح التي أقدمت عليها إسرائيل في بيت حانون والفيتو الذي استخدمه مندوبها الدائم في الأمم المتحدة بولتون من أجل تعطيل إدانة إسرائيل للمجزرة التي ذهب ضحيتها حوالي العشرين من أهالي بيت حانون؟ فإذا كان أولمرت قد أخذ الضوء الأخضر من بوش أثناء زيارته إلى واشنطن لاستمرار التوغل في غزة واستعداد أمريكا لوقف أية إدانة لإسرائيل فإن هذه المواقف الأمريكية لن تجد إلا الرفض العربي والإسلامي للسياسة الأمريكية في المنطقة والتي شهدت انحساراً وانكساراً كبيرين في العراق وفلسطين والصومال بالرغم من تغذيتهم للإعلام حول نجاح سياسة أمريكا في المنطقة خاصة وان البنتاغون أمد الصحفي سيمور هيرش بمعلومات لمقالته ادعى فيها أن إسرائيل قد بدأت تنشط في إيران بصورة سرية وابتدع خيار شمشون بشكل مشابه لاسم كتابه حول الذرة الإسرائيلية؟ والواقع ان كل المراقبين الدوليين يؤكدون ان استمرار أمريكا في التهجم على إيران واعتبارها دولة شريرة ؟ لن يجعل أمريكا قادرة على التحرك بنفسها ضد إيران خشية التحرك الشيعي العراقي ضد القوات الأمريكية في العراق؟ محادثات بوش ؟ الملك عبدالله ورئيس وزراء العراق نوري المالكي وكذلك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي ستجري في عمان ستكون صعبة ولن تكون سهلة بسبب توتر الأوضاع في العراق وقد تؤدي إلى تقسيمه واستمرار سياسة أمريكا غير العادلة والمنحازة لإسرائيل فضلاً عن مواقفها الرافضة لتحقيق العدل والسلام في المنطقة والضغط على إسرائيل لتنفيذ التزاماتها تجاه خريطة الطريق خاصة وان حركة حماس التي وصلت إلى السلطة عبر انتخابات ديمقراطية قوبلت بحصار مالي وسياسي الأمر الذي يؤمل تشكيل حكومة وحدة وطنية تسهم في تعزيز التوحد الفلسطيني لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم؟وقد قرأت خلال زيارتي إلى باريس في الأسبوع الماضي مقالاً لتوني بلير رئيس وزراء بريطانيا قال فيه إن استراتيجية الشرق الأوسط تبدأ بحل مشكلة فلسطين؟؟زيارة بوش المرتقبة لن تكون ذات فائدة في المنطقة بالرغم من تخلصه من وزير دفاعه رامسفيلد بعد نجاح الديمقراطيين في الكونجرس الأمر الذي قد يدفعه بسبب خيبة إدارة بوش في نهاية ولايته إلى انتهاج سياسة الواقعية في المنطقة عن طريق إيجاد الحلول المناسبة للقضية الفلسطينية ووقف العداء للإسلام والمسلمين خاصة ومع ما أعلنه الجنرال جوني أبي زيد قائد المنطقة الوسطى الأمريكية في محاضرة له أمام جامعة هارفرد العريقة أن العالم سيواجه حرباً عالمية ثالثة إذا لم يتم وقف تيار التشدد، فهل مثل هذه التصريحات ستسهم في إيجاد تفاهم لثقافة وحوار الحضارات أم أنها سوف تزيد في تأليب الشعوب الغربية ضد خرافة صدام الحضارات وهو ما تغذيه جماعة الضغط الإسرائيلي في البيت الأبيض مما يزيد في إلحاق الضرر بسياسة أمريكا في المنطقة؟ المطلوب من الرئيس الأمريكي الذي سيزور الأردن بعد يومين انتهاج السياسة الواقعية والعملية التي قد تسهم في إعادة العلاقات العربية الأمريكية إلى سابق عهدها ويحد من استمرار غطرسة أمريكا بمحافظيها الجدد تجاه المنطقة برفضهم تبني سياسة معتدلة تقوم على أساس إقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية بغية إحلال السلام الدائم والشامل في المنطقة عن طريق المفاوضات المباشرة أو عقد المؤتمر الدولي للسلام بمبادرة إسبانيا وفرنسا وإيطاليا للإسهام في إيجاد الحل المناسب خاصة وان اتجاه بريطانيا لحل معضلة العراق يكمن بحل مشكلة الصراع العربي الإسرائيلي باعتبارها تمثل مفتاح مشكلة العراق بدلا من الترويج لنشر الديمقراطية والحرية في العراق والتي كان من آثارها وذيولها إذكاء باب الفتنة المذهبية في كل من العراق ولبنان وصولاً إلى حرب أهلية وربما قد تنتشر في دول أخرى قريبا.
|
|
|
| |
|