| |
السبت 18 ذو القعدة 1392هـ الموافق 23 ديسمبر 1972م العدد (483) نحو الاصلاح تحقق المطلب العادل.. يكتبه: عبدالعزيز السويلم
|
|
في أواخر الأسبوع الماضي.. وفي مدينة الرياض.. تم استكمال محادثات المشاركة البترولية.. وفيه أيضاً تحقق الأمل والمطلب العادل.. حيث انتهت المحادثات بتوقيع اتفاق المشاركة بين المملكة العربية السعودية والشركات البترولية العاملة في أراضيها.. وهذه النتيجة التي انتهت إليها المحادثات لم تكن وليدة الصدفة.. أو مباحثات عادية ولفترة قصيرة.. لِمَ لم تكن كذلك.. وإنما هذه النتيجة جاءت بعد وقت طويل جداً وبعد دراسات ومناقشات اشتدت فيها حرارة المناقشة أحياناً بين الطرفين.. وأجلت المحادثات ما بين وقت وآخر بقصد استجلاء كل متفاوض الأمر والتشاور مع مرجعه لأخذ التوجيهات المناسبة لما يستجد من أمور أثناء المناقشة.. وفي الواقع.. فإن النتيجة هذه تعتبر عادلة ومرضية لكلا الطرفين.. فبالنسبة للمملكة العربية السعودية فإنها تمكنت من مشاركة الشركات العاملة بما يعادل الربع.. وستسفيد من أرباح العام القادم بهذه النسبة أيضاً وهذا يعتبر مطلباً ادلالها وتحقق بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بحنكة وإدراك وبعد نظر قائد هذه الأمة وباني نهضتها جلالة الملك فيصل المفدى.. الذي تبنى هذه الفكرة الخيرة - فكرة المشاركة - وحماها ودعمها.. ولن ننسى الخطاب السلمي الكريم الذي وجهه جلالته للشركات والذي حث فيه تلك الشركات بأن تكون واقعية في تعايشها مع المملكة بالنسبة لمباحثات المشاركة.. وكان لذلك الخطاب الكريم الأثر الإيجابي.. والوقع المؤثر لدى الشركات لأنه لم يكن عفوياً.. بل كان صادراً عن شخص يعمل له ولأقواله الحساب الدقيق جداً لأنه الرجل القوي في المنطقة الذي يخطط ويعمل ويجعل الأعمال هي التي تتكلم وتتحدث عن نفسها.. ومن هذا المنطلق السليم أخذت المباحثات مجراها الطبيعي دونما ضجيج أو تهديد ووعيد ودعاية.. وانتهت بالوصول الى الاتفاق المشرف والذي يعتبر بالنسبة للمملكة تحولاً كبيراً في ميدان الصناعة البترولية وأصبح لها القول الفصل في سياسة التسويق لهذه المنتجات لأنها أصبحت تمتلك الربع من هذه الشركات.. وأن هذا المكسب العادل يعتبر من المنجزات الكبرى التي حققها ويحققها جلالة الملك المعظم لأمته وبني وطنه.. وسيكون لهذا الاتفاق الأثر الكبير على ارتفاع مستوى الدخل في البلاد. أما بالنسبة للشركات فإنها أيضاً هي الأخرى كسبت ثقة الحكومة والبلاد التي تعمل بها وتوصلت الى الاتفاق المذكور بطريقة محادثات ومناقشات موضوعية مبنية على الدرس والاقناع.. ولم تكن ناتجة عن استعمال أحد الطرفين وسائله الخاصة في الحصول على حقه بطريقة عشوائية. ولهذا فالاتفاق لم يكن به غبناً لأحد.. وإنما يعتبر مكسباً للطرفين على نحو ما ذكر.. ونحن بهذا لا يسعنا إلا أن نرفع أكف الضراعة إلى الله عز وجل بأن يحفظ لهذه الأمة زعيمها الذي نذر نفسه من أجل توفير الرخاء والرغد والاستقرار لأمته وبني وطنه فليحفظ الله لنا فيصلاً ليحقق لنا المكاسب الكبرى والآمال الجسيمة التي نتطلع لتحقيقها على يدي جلالته.. إن ربي على ما أقول وكيل.
|
|
|
| |
|