| |
أضواء استكمال الذاكرة الوطنية جاسر عبدالعزيز الجاسر
|
|
جيلنا الذي ولد في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز -رحمه الله- لم يعرف ذلك العهد كثيراً، لأن الأحداث المتلاحقة والتي شغلت المنطقة جعلت الناس تتجاوز ذلك العهد وتنشغل حتى قمة رأسها بالأحداث التي هبت على الوطن العربي والمملكة العربية السعودية منها، فكان الهم القومي يطغى على الهم الوطني، وانشغل الناس بالقضية الفلسطينية بدءاً من نكبة فلسطين التي بدأت بالحرب العربية الإسرائيلية الأولى عام 1948 والتي سبقت ولادتنا، إلا أننا عشنا ما بعد ذلك، ففرض على جيلنا سواء في السعودية أو في الخليج كما في باقي الدول العربية الأخرى أن نعيش المأساة الفلسطينية وتصبح همنا الأول تشاركنا في غذائنا ومنامنا وصحوتنا، وفي غمرة ذلك مرت الأحداث الوطنية مرور الكرام دون أن نتوقف عندها فحصل فصل في ذاكرتنا الوطنية التي غَيبت عنها فصول عديدة في حياتنا المعاصرة ومنها عهد الملك سعود الذي كان وبشهادة الآباء والأجداد من أول العهود التي بدأت فيه الدولة في التأسيس لدولة المؤسسات واستكمال التحول الحضاري والتنموي الذي بدأه الملك المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله. ففي عهد الملك سعود بن عبدالعزيز -رحمه الله- بدأ في إنشاء ونقل الوزارات إلى عاصمة الملك الرياض، وشارع الوزارات في الرياض شاهد تاريخي على ذلك. وكم أتمنى أن يبقى هذا الشارع معلماً تاريخياً من معالم الرياض الكبرى. كما أنشئت مستشفى الملك سعود (مستشفى الشميسي) كذلك أنشئت جامعة الملك سعود كأول جامعة سعودية. وفي عهده انطلقت مسيرة التنمية في صورتها الحديثة، فظهرت البرامج التعليمية وأنشئت المدارس وأقيمت المستشفيات، وبدأت المملكة في تنفيذ أولى خطوات التحديث التي وضع أسسها الملك المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله. يحدثنا آباؤنا وأجدادنا بكثير من الحب والاعتزاز وعن الخير الذي كان يرفل به السعوديون، حيث كان الملك سعود بن عبدالعزيز محباً وعطوفاً يتعامل مع شعبه بتواضع ومحبة، وكان لا يتردد في وقف موكبه لتلبية دعوة مواطن دعاه لتناول القهوة، ولذلك فقد بادله الشعب الحب والتقدير. واليوم إذ يستنهض التاريخ ويقوم الخيرون من أبناء المملكة وعلى رأسهم الأمير سلمان بن عبدالعزيز على سد الفراغ العلمي للتذكير بهذه الفترة المهمة من تاريخنا من خلال عقد الندوة العلمية لتاريخ الملك سعود، فإن أبناء المملكة جميعاً والباحثين والعلماء ومحبي التاريخ يأملون أن تشبع هذه الندوة والأبحاث من خلال ما تعالجه محاورها من مواضيع جوع هؤلاء جميعاً بمعرفة ما شهده عهد الملك سعود من تطورات ومواقف سياسية وتنموية واقتصادية. فهذا العهد لم يُكشف عنه ولم يُكتب عنه بما يوازي ما شهده من أحداث وما كان الملك سعود ينوي تطبيقه. فالمعروف أن الملك سعود بن عبدالعزيز أول من رفض إقامة القواعد الأجنبية على الأراضي العربية، ورفض الانخراط في أحلاف أجنبية، كما كانت له نظرة تحديثية وتطورية سعى إلى تنفيذها رغم قلة الموارد في بداية تأسيس المملكة.
jaser@al-jazirah.com.sa |
|
|
| |
|