أهلاً بكم في رحاب الدارة
د. فهد بن عبدالله السماري (*)

إن توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز المستمرة للدارة بالعمل الدائب لخدمة تاريخ البلاد من خلال البحث والمحافظة على المصادر وإقامة الندوات العلمية والنشر يترجم حرص سمو رئيس المجلس على تطوير أعمال الدارة ومد مساحات عملها العلمي والتنظيمي ويشف عن قناعة المجلس بطاقات الدارة في هذا الجانب وإمكاناتها المكتسبة على مدى أكثر من ثلاثين عاماً من خلال تجاربها، هنا لا أمتدح عملنا في الدارة لمجرد المدح لكننا في الدارة برئاسة الأمير الإنسان وعاشق التاريخ سلمان بن عبدالعزيز نؤمن بقدراتنا ونثق بعد الله عز وجل بإمكاناتنا البشرية والبحثية اللتان تعيشان درجة عالية من التوافق والتناسب، كما أن توجيهات سموه تشريف وتتويج للدور الوطني الذي تقوم به الدارة في حفظ تاريخ المملكة العربية السعودية وجغرافيتها وآدابها وتراثها الفكري وإضاءة تلك الجوانب بالإصدار وتشجيع المؤلفين وأربابه والبحث وتحفيز طلابه ومؤسساته، وكشف كنوزها للأجيال المقبلة، فجائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ الجزيرة العربية السنوية التي أعلنت الدارة مؤخراً عن الترشيح لنيلها في دورتها الثانية، وتبني الدارة لطباعة ونشر الكتب ذات الموضوعات التي تقع في دائرة اهتمامها والتي تجاوزت 200 إصدار حتى الآن فضلاً عن الخدمات المساندة التي تقدمها للباحثين والباحثات في العالم العربي والإسلامي كلها وغيرها قنوات نعتز ونفتخر بها في هذا الميدان البحثي لخدمة بلادنا المعطاء.
وتأتي الندوة العلمية لتاريخ الملك سعود باكورة سلسلة من الندوات المخصصة لتوثيق تاريخ ملوك المملكة العربية السعودية والتي تم إقرارها في مجلس إدارة الدارة في عام 1421هـ وتعد هذه الندوة الأولى في تلك السلسلة وتظاهرة علمية وبمشاركة واسعة من الباحثين والمعنيين من داخل المملكة وخارجها في إحيائها سواء بالمساهمة المباشرة أو الحضور والتفاعل، كما أنها صورة مضيئة وعاكسة لحركة البحث العلمي التي تتزايد وتيرتها وتتوسع دائرتها يوماً بعد يوم في وطننا الغالي بفضل ما يحظى به النشاط البحثي من رعاية ودعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين يحفظهم الله باعتباره خيار المستقبل الأمثل، والدارة حظيت بكثير من هذا الدعم الذي دفع بنا نحو الأمام وبخطوات طويلة وناجحة، كما أن هذه الندوة ببحوثها التي تجاوزت الخمسة وثمانين بحثاً تتطرق لمرحلة تاريخية مهمة في حياة الشعب السعودي وفي تاريخ الجزيرة العربية بصفة عامة حيث تعد فترة حكم جلالة الملك سعود - رحمه الله - مرحلة انطلاق الدولة لتطوير العمل الإداري وبناء القواعد الأولى لمشروعات البنية التحتية ومشروعات المؤسسات الحكومية اللازمة لحياة المجتمع المختلفة بعد فترة التوحيد والاستقرار على يد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وبالتالي تبع ذلك تغيرات في الأنساق الاجتماعية والاقتصادية والعلمية للحياة اليومية، كل ذلك يعد مادة ثرية للبحث والتقصي والجمع والحفظ التاريخي لرصد هذا الانعطاف نحو الأفضل وقراءة نتائجه وتأثيراته في الحاضر الذي نعيشه في المنطقة الآن، وأجزم أن الإخوة والزملاء الباحثين والباحثات الذين سيقدمون أوراقهم العلمية خلال أيام الندوة بذلوا كل ما في وسعهم وجهدهم العلمي لتغطية جوانب موضوعاتهم المختلفة والتي حددت محاورها في اثني عشر محوراً غطت كافة جوانب شخصية جلالة الملك سعود - رحمه الله - وكافة المجالات المهمة في تلك الفترة التاريخية الخصبة في تاريخ الدولة السعودية الحديثة.
فأهلاً بالباحثين والباحثات من مختلف مناطق المملكة ومن خارج المملكة من الدول العربية الذين يشاركوننا هذا المنتدى التاريخي في رحاب دارة الملك عبدالعزيز وإذ نشكر لهم تفاعلهم مع دعوات المشاركة في الندوة وتجشمهم المجيء ضيوفاً أعزاء على دارتهم نشكر أيضاً جميع من لم تتح لهم المشاركة على بذلهم العلمي، نحن سعداء بهذه الندوة التي نعدها إحدى إنجازات الدارة الكبيرة خاصة في الأنشطة المنبرية وفخورين بهذا العدد الملفت من رغبات المشاركة في أوراقها العلمية الذي يدلل على السمعة العلمية التي تحظى بها الدارة في الأوساط المعرفية ليس محلياً فقط بل وعلى المستوى العربي والإسلامي.