| |
دارة المؤسس.. وتاريخ الملك الثاني
|
|
أكملت دارة الملك عبد العزيز أكثر من ثلاثين عاماً في عمرها المديد إن شاء الله، وحققت إنجازات مهمة لتوثيق تاريخ المملكة، وتميّزت بمطبوعاتها العلمية المتخصصة، وبخاصة في الذكرى المئوية، وتتابعت مؤتمراتها وندواتها التي تهدف إلى تنشيط حركة البحث في التاريخ العربي بشكل عام، والتاريخ المحلي بشكل خاص، ولفتت جهودها كل المتابعين والمنصفين الذين يرون فيها ذاكرة للوطن. وتفعيلاً لاهتمام الدارة بتاريخ المملكة، وتطبيقاً عملياً لأهدافها النبيلة، تنعقد هذه الأيام بإشراف وتخطيط منها، وتوجيه ومتابعة من رئيس مجلس إدارتها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض (الندوة العلمية عن تاريخ الملك سعود) التي تؤرّخ لحكم الملك سعود (1373-1384هـ) من خلال اثني عشر محوراً تشمل: سيرته، والتنظيم الإداري في حكمه، والتعليم والثقافة والإعلام، والسياسة الداخلية والخارجية، وعمارة الحرمين، وسوى ذلك من المحاور. وبنظرة سريعة في هذه المحاور ندرك أنها أعدت بعناية، وجعلت مهمة الباحثين والراصدين أكثر سهولة؛ وسنظفر إن شاء الله ببحوث علمية رصينة تؤرّخ بمصداقية وإنصاف للملك الثاني في الدولة السعودية الثالثة الملك سعود بن عبد العزيز - رحمه الله -. وبحكم التخصص سأشارك بحول الله في هذه الندوة ببحث عنوانه (الحركة الأدبية في عهد الملك سعود: 1373- 1384هـ)، وفيه وقفت على تاريخ مرحلة مهمة من تاريخ المملكة تزيد على عشر سنوات وحفلت بالعديد من المنجزات في الجانب الثقافي والتعليمي، وكانت - في نظري - الأساس الذي انطلقت منه النهضة الأدبية والثقافية فيما بعد؛ ذلك أن الملك سعود - رحمه الله - رفع شعاراً في مستهل حكمه أراد من خلاله أن ينتشل البلاد مما كانت تعاني فقال: (إذا كان عهد أبي قد اشتهر بالفتوحات، فإن عهدي سيكون حرباً على الفقر والجهل والمرض!). وقرن القول بالفعل، فأنشأ وزارة المعارف، وجامعة الملك سعود التي تعد أول جامعة في الجزيرة العربية على الإطلاق، وتبنى تعليم البنات رسمياً، ورعى افتتاح عدد من الكليات المتخصصة، وأنشأ إدارة للمكتبات ووكالة للثقافة تابعتين لوزارة المعارف، وتوالى في عهده صدور الصحف والمجلات في ثلاث مناطق من المملكة، واستحدثت المطابع في المنطقتين: الوسطى والشرقية لأول مرة..، ومنجزات كثيرة يصعب حصرها. وإن هذه الندوة الكبرى التي تتبناها مشكورة دارة المؤسس الملك عبد العزيز لمن المبادرات الرائعة، وبانتظار ندوات أخرى عن ملوك المملكة الذين حملوا الراية بعد الملك سعود - رحمه الله -، وتحية لرجال الدارة الأوفياء، وفي المقدمة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض رئيس مجلس إدارة الملك عبد العزيز، والأمين العام الدكتور فهد بن عبد الله السماري الذي عملت معه في موسوعة الأدب فكان أنموذجاً للتعامل والإدارة الفاعلة والإخلاص لكل ما يسند إليه من أعمال ومهام. وبعد، فأسأل الله عزَّ وجلَّ لأساتذتي الباحثين وزملائي التوفيق والسداد، ولهذه الندوة ما تستحقه من نجاح وتحقيق أهداف.
د. عبد الله بن عبد الرحمن الحيدري أستاذ الأدب المساعد بكلية اللغة العربية بالرياض وأحد الباحثين المشاركين في الندوة
|
|
|
| |
|