| |
نهارات أخرى على هامش مؤتمر صعوبات التعلم الدولي فاطمة العتيبي
|
|
ساعد المؤتمر الدولي لصعوبات التعلم والذي نظمته وزارة التربية والتعليم كل المعنيين بهذا الهمِّ التعليمي والتربوي- سواء أكانوا مخططين أو مشرفين أو معلمين أو أولياء أمور- ساعدهم على التعرف على جوانب القصور أو نقاط القوة في هذه التجربة الهامة التي يستفيد منها التلاميذ الذين يتعثرون في استيعاب بعض المواد أو لا يتقنون بعض المهارات التعليمية، وكانوا في السابق يتسربون من المدرسة مع أنهم متفوقون في مواد أخرى. ولاشك أن برنامج صعوبات التعلم ساعد الكثيرين على التغلب على مشكلاتهم التعليمية عبر الخطط الخاصة لكل تلميذ وعبر غرفة المصادر وعبر معلم متخصص، وعبر جهود وخطط ودعم لاشك أنها مقدرة. أظن أن أكبر عائق يواجه الميدان التربوي المتعلق بهذا المجال يكمن بدقة التصنيف وكذلك بتوقيت وسرعة التدخل. فالملاحظ أن الخلط مازال قائما في الأذهان بين العاديين من الموهوبين أو ممن يعانون من صعوبة تعلم في مادة أو مادتين وبين من يعانون من عوق ما في البصر أو السمع أو التأخر أو التخلف الفكري. ولقد ظهر هذا حتى في تعليقات الكتاب على المؤتمر، فهم يتحدثون عن الدمج وعن المعاقين وأشياء أخرى تدلل على أن مفهوم صعوبات التعلم غير واضح للمثقفين فما بالك بالعامة. ولقد سعدت بلقاء معلمات ومشرفات لصعوبات التعلم في مناطق المملكة، وكانت المعاناة تدور في المناطق الصغيرة حول عدم وضوح المفهوم في البيئة المدرسية وعدم تقبل فكرة خروج الطالبة لتلقي درسا خاصا في غرفة المصادر، أو خروج طالبة موهوبة للتدريب على مهارة تتميز بها. مع أن التعاميم واضحة وصريحة، بل إن مشرفة في إحدى المناطق أوردت تعليقا ضاحكا سمعته من زميلاتها في العمل حين علمن بأمر سفرها لحضور المؤتمر... يبدين فيه دهشتهن واستغرابهن.. فقد ظللن يرددن: (صعوبات تعلم ومؤتمر دولي.. كبيرة شوي). والحقيقة إن الاستعانة بالخبرات الدولية في هذا المجال مهم للغاية ليس في التخطيط بل وحتى في الميدان، وأتمنى أن نستفيد من خبرات العالم الرجالية والنسائية وهذا يدعم ولاشك الجهود الكبيرة المبذولة ويختصر عليها الكثير.. وأظن أننا تأخرنا كثيرا في هذه الخطوة مع أهميتها الكبيرة. الجهود كبيرة ولاشك والطموحات أكبر والذي يلتقي بالنماذج المتحمسة يدعو الله لها ألا تحبطها العثرات والميل إلى العادية والرتابة التي مازالت تعشش في كثير من المدارس وتقف بقوة أمام كل محاولا التجديد والابتكار التي يسعى لها المخلصون والمخلصات. اتفق كل من حضر فعاليات المؤتمر الدولي الذي حظي برعاية سامية.. أن المميز جدا فيه هو معرض الوسائل فقد فتح آفاقا واسعة لكل معلم ومعلمة وأتمنى أن يجوب هذا المعرض كل مناطق المملكة، وأن يطلع عليه كل المعلمين والمعلمات وألا يكون وقفا على من حضر المؤتمر. ويكفي أن تستمع للنقاشات حول هذه الوسائل لتدرك أن الحاجة كبيرة جدا لمزيد من هذه الفعاليات ومزيد من التوعية الإعلامية ومزيد من تبادل الخبرات في الداخل أو الخارج . بقي أن أتمنى للدكتور ناصر الموسى مدير عام التربية الخاصة في الوزارة كل التوفيق في جهوده ومن معه من أبناء الوطن وبناته الصادقين والصادقات وأتمنى أن يكلل مشروعه التنويري الهام الذي بدأه بكل إخلاص لمصلحة ذوى الاحتياجات الخاصة بالنجاح والسداد.
fatmaotaibi@hotmail.com |
|
|
| |
|