| |
الأمير الزاهد.. والعالم المجاهد.. يزيد بن محمد بن فهد الفيصل آل سعود
|
|
تسبق العبرات الكلمات.. في رثاء من هو أهل للرثاء.. يعيش الناس أياماً وسنواتٍ.. بلا ذكرى أو أثر ويعيش الخير الزاهد حياته ليوم الوفاة.. مئات المحبين المكلومين ودعوك وصلوا عليك ودفنوك.. أباً وأخاً وشيخاً وأميراً وعالماً.. جدي ووالدي ومعلمي.. طبت حيَّاً وطبت ميتاً.. يا منبر الزهد وكثير الحمد.. يا مقبلاً على الباقية ومدبراً عن الفانية.. كنت أرى فيك ما أقرؤه عن السلف الصالح من عبادة وتقى.. أرقب كلامك وهمساتك وأفعالك.. فيعجب العقل ويجفل الفؤاد.. كيف لرجل أن يهب حياته لله.. ويعرض عن مباهج الدنيا وزينتها.. كنت أراك توقر العلماء كبيرهم وصغيرهم وتقدمهم على نفسك فأعجب كيف وهبك الله التواضع وأبغضك الرياء.. كنت أسمع وقفاتك مع طلبة العلم فأدهش بأني لم أسمع منك كلمة عن أي موقف.. عطاء بلا منّة.. سبحان الله.. كيف لرجل أن يكون مجموعة رجال.. وكيف جمع الله في نفس كل هذه الخصال.. كنت أرى محبتك لوطنك وولاة أمرك وإخلاصك لهم.. فأرى فيك جيل التوحيد والتأسيس الذي سمعنا عنه.. ولم نشاهده لصغر السن.. عبدالله بن فيصل.. الأب الحنون والجد القدوة.. ماذا أقول، فقد صمت الحرف وعُقد لسان المشاعر.. وأنا أرى طلبة العلم من كل مكان تدمي مقلهم حزناً عليك.. ماذا أقول وقد اكتشف مئات الناس ممن كان لك معهم وقفاتك يسردون القصص الخالدة عنك.. ماذا أقول وأنا أرى أبناءك البررة وسط سيلٍ هائلٍ من محبة الناس ودعواتهم.. ماذا أقول وأنا مفتقد لتلك اليد الزاهدة لأقبلها.. اللهمّ يا حيُّ يا قيُّوم ارفع درجاته عندك وارزقه شربةً من يد نبيك الكريم لا يظمأ بعدها أبداً. والحمد لله.
|
|
|
| |
|