في الثمانينيات والتسعينيات الهجرية وما قبلها كان للفرح في الأعياد والمناسبات طعم يغمر مشاعرك فلا تملك إلا أن (تفلها) وتضحك من أعماقك بكل بساطة وتلقائية وعفوية!!
ثم هجمت علينا المدنية بكل عناصرها وهيلمانها فدهشنا ولم نستطع مواجهة ذلك المد أو التعامل معه فقدنا توازننا الطبيعي منا من استسلم فجرفه ذلك المد معه وأصبح يغرد بعيداً وعلى غصن ناء ومنا من انكمش بهدوء إلى داخل ذاته واكتفى بابتسامة هادئة حزينة ومنا من نمت لديه أحاسيس متقدة في جوانب مهمة من حياته سيطرت على لبه وعقلة وكيانه فرفض الفرح أصلاً!!
وجاءت أحداث الحادي عشر من سبتمبر وارتج العالم وهاج وماج وبدأنا نسمح لأنفسنا جميعاً بالتفكير وتذكرنا أننا نسينا شيئاً اسمه الفرح لأسباب معروفة!!
ونحمد الله أن الفرح قد عاد إلى أعيادنا وبالتأكيد سيعود إلى مناسباتنا ثم إلى ذواتنا شريطة ألا نسيء الظن في توجهنا أو نندلق في أفراحنا بدون تركيز على مكامن الفرح وجذوره الجميلة الأصيلة ومنها التراث والقيم والعادات التي تفيض رائحة ذكية عطرة من تربة هذا البلد الطيب.
بالمناسبة
فكرة هذه الزاوية من رجل تجاوز الثمانين من عمره قال لي: (والله يا ولدي يا محمد ما فرحت من ثلاثين سنة كذا)!!
الختام لفجحان العزاوي: