| |
نهارات أخرى نداء إلى غالب البلوشي فاطمة العتيبي
|
|
والدة غالب صالح حسن البلوشي على فراش المرض، ولم يتبق لها من أمان وأحلام في هذه الحياة الفانية إلا أن تسعد فيما تبقى لها من عمر برؤية ابنها الغائب (غالب)، الذي خرج من منزل الأسرة عام 1394هـ وظل والده يبحث عنه حتى توفي قبل فترة، وقد سأل كثيراً عن ابنه وقيل له إنه في المنطقة الشرقية ولكنه فقد كل الخيوط التي ممكن أن توصله إليه بسرعة غريبة. الآن غاب الوالد عن الحياة.. وبقي حلم أم غالب برؤيته ورؤية أبنائه إن كان له أبناء.. فهل يلبي غالب نداء أمه..؟ وهل أحقّق عبر هذه الزاوية.. حلم أم مكلومة بالفقد والتوق.. والحزن الممض؟! وهل تمنحني عودة غالب الغائب لحظة تاريخية أشعر من خلالها بقيمة ما تفعله الكلمات..؟ وكيف تعيد ترتيب الحياة وتقتلع الحزن من بيت أسرة ظل غموض مصير أحد أبنائها يلاحقها.. ومن خلال ثقة شقيقه الأخ فهد صالح البلوشي من الرياض الذي أرادني أن أكتب طلباً إنسانياً.. ووصفاً لحال أم يفارقها ابنها وهو في الرابعة عشرة وتتوق إليه وهي على فراش المرض.. وبين أنّة ألم وأختها تدهم جسدها الضعيف، ثمة حلم يغشاها برؤية ابنها بعد كل هذه السنوات قبل أن تغيب هي عن الحياة وفي قلبها جرح ولوعة لا تنطفئ.. عد يا غالب إلى حضن أمك قبل أن يفوتك الأوان.. عد فأمامك متسع الآن لترتمي في أحضان أمك.. وتبكي كل أحزانك بين يدي رائحتها العظيمة التي ستغسل عنك وعثاء السنين من الوريد إلى الوريد.. عد فيداها مفتوحتان تنتظرانك.. تتوقان للقياك. عد قبل أن ينتهي كل شيء..! فقد تظل العمر كلّه تبحث عن رائحة أمك.. عن يديها.. عن قلبها.. وحتى عن حزنها.. اهرع إليها إنها تناديك.. لب نداء القلب يا غالب وعد لأمك وسامح واصفح وداو جراح أمك وضمّد أحزان الزمن في حياة أسرتك. دع أيامهم القادمة أجمل بعودة الغائب..!
fatmaotaibi@hotmail.com |
|
|
| |
|