الأمير فهد بن عبد الله يُكرِّم 346 موظفاً أُحيلوا للتقاعد من منسوبي السعودية

* جدة - راشد الزهراني-
رعى صاحب السمو الأمير فهد بن عبد الله بن محمد آل سعود مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام لشؤون الطيران المدني حفل تكريم 346 موظفاً أُحيلوا للتقاعد من موظفي الخطوط العربية الجوية السعودية، حيث بدئ الحفل بالقرآن الكريم، ثم عرض مرئي بعنوان: (الطريق إلى المستقبل)، ثم قدَّم منسوبو الخطوط أوبريتاً غنائياً بعنوان: (ما ودنا نقول الوداع) من كلمات الشاعر وليد العميران، بعدها أُلقيت كلمة المتقاعدين ألقاها نيابة عنهم طلعت شاكر ناظر، بعدها ألقى معالي مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية المهندس خالد الملحم كلمة جاء فيها: إنني أرحب بسموكم الكريم وصحبكم الكرام أجمل ترحيب في أمسية الوفاء والتكريم مُعبِّراً لكم وبالإنابة عن زملائي أبناء الخطوط السعودية عن أسمى آيات الشكر والتقدير لتفضُّلكم برعاية هذه المناسبة رغم مشاغلكم الجسام، بعدها ارتجل صاحب السمو الأمير فهد بن عبد الله كلمته التي قال فيها: الوفاء في شريعتنا الإسلامية قيمة نبيلة وفي مجتمعنا السعودي منهج ووسيلة فمنذ أن تأسس هذا الكيان الشامخ على يد الملك عبدالعزيز - طيَّب الله ثراه - كان التواصل بين الأجيال سمة تُميِّز هذا الوطن وتجمع أبناءه في منظومة خالدة من الانتماء والمودة والعطاء، وتواصلت مسيرة البناء في كل الأرجاء لتبلغ قمتها في ظل راعي نهضتها المباركة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين - أيدهما الله - مسيرة تستمد طاقتها من نبع الإيمان وهدى الرحمن، بينما تمضي لخير الإنسان في كل زمان ومكان، ولأن الخطوط السعودية صرح من صروح هذا الوطن المعطاء، فقد كان التواصل بين أجيالها قيمة تتميز بها وإطاراً يحدد شخصيتها، بينما ظل يوم الوفاء والتكريم مناسبة أعتز بها وأتطلع من خلالها للقاء إخواني المكرمين والمشاركة في الاحتفاء بهم وتقدير عطائهم وتفانيهم في خدمة هذا البلد المعطاء وتلك المؤسسة الوطنية.. إخواني الكرام: اليوم تقف مؤسستكم على مفترق طرق، وتعيش مرحلة هامة وتاريخية.. مرحلة جديدة تواجه خلالها تحديات كبرى أشير إلى بعضها بإيجاز على النحو التالي: ضرورة إنجاز مشروع الخصخصة في إطاره الزمني المحدد وحشد كل الطاقات من أجل هذا الهدف وفتح المجال أمام شركات الطيران للتشغيل الداخلي وما يتطلبه ذلك من التخطيط العلمي والعمل الدؤوب للمحافظة على مكتسبات الخطوط السعودية ورصيدها في هذا المجال وفتح الأجواء وما يعنيه من توفر فرص غير محدودة لتنمية الحركة وزيادة الرحلات والتركيز على القطاعات التي تتميز بالربحية والكثافة العالية والتطور التقني المذهل في صناعة الخدمة، وما يتطلبه ذلك من جهود كبيرة لمواكبة هذا التطور والاستفادة منه في إحداث نقلة نوعية شاملة في مستوى الخدمات للعملاء وطبيعة المنافسة وما تأخذه من أشكال غير تقليدية وما تحمله من أفكار مبتكرة بهدف كسب العميل والاحتفاظ به بأي ثمن..
وهذه بعض التحديات الصعبة التي تواجه مؤسستكم لكنني ولله الحمد أشعر بالاطمئنان والثقة في القدرة على مواجهتها واجتيازها بنجاح، دافعي إلى ذلك هو ما تم تحقيقه في فترة وجيزة من خطوات عملية وجوهرية على طريق الخصخصة وما تم في مجال تطوير الخدمات والاستفادة من التقنية الحديثة في هذا المجال.. وهنا قد يتساءل البعض هل تكون الخصخصة على حساب الموظف وبمعنى آخر هل يمكن أن يتعرَّض موظف للضرر نتيجة للخصخصة؟ أقول لكم إخواني الكرام إن توجيهات قيادتنا الرشيدة - رعاها الله - واضحة في هذا المجال وهي (ألا يُضار أي مواطن من مشاريع الخصخصة بأي حال من الأحوال)، بل إنني أضيف أن العكس هو الصحيح لأن الخصخصة سوف تفتح أمام الموظف مجالات غير محدودة للتقدم الوظيفي واكتساب الخبرات والخروج من الطابع التقليدي في الأداء إلى حيث التميز والإبداع والنجاح.. وإنني على ثقة تامة بأنكم أبناء هذه المؤسسة ستؤكدون بجدارتكم وإمكاناتكم الذاتية ورصيدكم الكبير أنكم - بإذن الله - على مستوى التحديات التي أشرت إليها محققين من خلال هذه المرحلة الجديدة المزيد من الإنجازات لصرحنا الوطني.. بعدها تشرَّف المكرَّمون بتسلُّم الشهادات من يد سموه الكريم.