| |
مع تباشير هطول الأمطار على المملكة الرعاة يحزمون (الشداد) ويبدؤون الرحلة إلى الشمال
|
|
* الرياض - صلاح الحسن: مع تباشير الخير بهطول الأمطار على ربوع مملكة الإنسانية مملكة العز والشموخ مملكة الخير العربية السعودية والتنبؤ بموسم ربيعي يزخر بصنوف الأعشاب والنباتات البرية المتنوعة التي تزخر بها المرابع، وفي خضم هذا الإحساس المتفائل والشعور الممزوج بالفرح والسعادة تبدأ الرحلة السنوية لأهالي الإبل والماشية من الجنوب والجنوب الغربي إلى الشمال والشمال الشرقي بحثاً عن العشب والكلأ، وهي مناسبة أشبه ما تكون بالظاهرة التي تثير الاهتمام وتستحق المتابعة والتسليط الإعلامي بشتى وسائله، ويصاحب هذه الرحلة كثير من المشاهدات والمواقف الجديرة بالذكر.. منها على سبيل المثال روعة أذواد الإبل التي تسير بمتابعة الرعيان وحسن التوجيه من قبل الملاك، فمنهم من يمشي على رجليه ومنهم من يستخدم الرحول أو ما يسمى الذلول، ومنهم من يستقل السيارة، وترى أمامهم من يستطلع الطريق ويتخير المنازل المناسبة قبل حلول المساء، ولهذه المسيرة عشق وأسرار لا يعلمها إلا أهل الإبل، وهم بحق يستمتعون بها ويمتعون غيرهم على اختلاف الأنواع منها: (المغاتير، الوضح، الشعل، المجاهيم، ويدخل بينها الصفراء والشقحاء والزرقاء... ويكون للراعي والملحاق (الشخص الذي يبقى مع الحيران ويعزلها عن أمهاتها)، ولهذا وذاك دور مهم وأساسي في المسيرة (الشداد) ولخبرتهم قدرة على معرفة مواطن القوة والضعف في الإبل، ويستطيع تسخير بعضها لخدمة الرحلة.. أما أهل الغنم فهم في الغالب يعمدون لاستخدام الناقلات الخاصة المتعددة الأدوار لنقل مواشيهم إلى أمكنة الربيع، خصوصاً البعيدة وذلك اختصاراً للوقت والجهد، ومن ثم يقومون بالتنقل بين المراعي على امتداد مبتغاهم وتقسم قطعانهم إلى قسمين: الأول يسمى الجلد وهو كناية عن التحمل والقوة ويشمل الشياة والبهم والفحول، وهذا يمتاز بسرعة التنقل والقدرة على المسير لمسافة تتجاوز الـ 15 كيلاً يومياً، أما القطيع الآخر فيسمى الرغايث أو الرغث ويسمى أيضاً المتابيع لكون طليانها معها ولا زالت في فترة الرضاع، وهذه تحتاج لعناية خاصة وصعبة التنقل.. وبين هذا وذاك تبقى مشاهدات رائعة تحتاج للتوثيق والدراسة والتدوين لتطلع عليها الأجيال القادمة، فهي ظاهرة تشمل عدداً من الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، ولها أبعاد نفسية وسلوكية جديرة بالدراسة، ولا سيما أنها ترتبط بالعمق التراثي والثقافي على امتداد العالم العربي والإسلامي.. وهناك عدد من الرحلات المشابهة في الدول العربية والإسلامية... وبقي أن نورد بعض الملاحظات على هذه المسيرة مثل: سيرهم على الطرقات الخاصة للسيارات ودخولهم لحرم الطريق بماشيتهم وإبلهم مع عدم مراعاتهم لحق الطريق واحترامهم لقواعد المرور وتعطيلهم للخطوط الرئيسة مثل خط حفر الباطن - رفحاء الدولي، وخط سدير - الحفر.. وغيرها وعدم الاكتراث من قبل بعضهم بإنارة مركباتهم، مما قد يتسبب بحوادث مرورية مروعة.. وعلى جانب آخر اهتمامهم بالبيئة وتنظيف أمكنة منازلهم خلال الرحلة من المخلفات البلاستيكية وغيرها.... هل سنرى تجاوباً من ملاك الإبل والماشية على هذه الملاحظات؟ وهم المعروفون بالكرم وحسن الخلق وإكرام الضيف وإغاثة الملهوف.. وتقبل النصح... وهل سنرى متابعة إعلامية تليق بهذا الحدث؟ ومتى سنرى الترويج السياحي لهذه الهجرة الجماعية؟! وكيف سيتعامل رجال المرور وأمن الطرق مع المخالفين منهم؟ وهل سنرى جهوداً منظمة للتوعية والإرشاد؟
|
|
|
| |
|