| |
الاثنين 27 ذي القعدة 1392هـ الموافق 1 يناير 1973هـ العدد 491 كلمة إلى الشباب
|
|
بين حين وآخر، أفضل الذهاب إلى ملعب الملز لمشاهدة ومتابعة مستوانا الرياضي في كرة القدم، فأحيانا أفاجأ بمستوى هزيل للمباريات التي أشاهدها، وأحياناً أشاهد مباريات ذات مستوى جيد، وأحياناً أصاب بالكسل فلا أذهب إلى ملعب الملز وأكتفي برؤية المباريات الإنجليزية التي ينقلها التلفزيون لنا كل جمعة.. وبالرغم من أنها مباريات غير كاملة في وقتها ومعادة بشكل ملحوظ - في الشهر مثلاً قد نشاهد مباراة أكثر من مرة - ولكن الواحد قانع بها لأن المباريات المحلية لا تزال دون المستوى الحقيقي للذين يعشقون فن كرة القدم ويطربون للمباريات السريعة الممتعة.. غير أنني شذذت عن القاعدة، وذهبت يوم الجمعة الماضي لمشاهدة مباراة النصر والهلال ولا سيما أنها ختام نشاط الدوري العام للمنطقة الوسطى أو لمدينة الرياض كما أحب أن أسميها. وأول ما لفت نظري هو كثرة إقبال الجماهير على مشاهدة المباراة؛ ما ذكرني بدورة الخليج الثانية التي أقيمت بالرياض ولا سيما مباراة الكويت والسعودية في الدورة. والغريب حقاً أن تحتفظ جماهير الكرة بولائها للأندية التي تشجعها بالرغم من خذلان بعض الأندية لجماهيرها في المستوى الذي وصلت إليه. والأسطر القليلة التي سوف أكتبها هنا عن المباراة ليست تعليقاً رياضياً فنياً على المباراة؛ فهذا ميدان لا أدعي لنفسي الكتابة فيه؛ فللرياضة رجالها وأقلامها.. وقد وصفت الصفحات الرياضية في كل صحفنا المحلية هذه المباراة بما فيه الكفاية لكي يشبع فضول القارئ الرياضي. وأول ملاحظة لي على المباراة عجز وإفلاس أنديتنا في إبراز أشبال جدد وأسماء جديدة؛ لأن نظرة فاحصة على أسماء اللاعبين للفريقين تعطينا دليلاً واضحاً لصحة ما نقول؛ فالأسماء هي الأسماء التي تلعب في الناديين منذ مدة طويلة، وإن كانت بعض الأسماء جديدة على جماهير الكرة في الرياض، إلا أنها معروفة لأنها كانت تلعب لأندية أخرى في بلادنا قبل أن تنتقل إلى الرياض. الملاحظة الثانية والأخيرة أن الفريقين قدما مباراة جيدة المستوى لجماهير الكرة في مدينة الرياض، وحفلت كثيراً بمظاهر الجدية والإثارة وحُسن الأداء. وقد امتاز النصر بخطة واضحة لعب بها الفريق، وإن كنت آخذ على مدربه في بعض فترات الشوط الأول أن جعل الفريق مدافعاً وتأخر في استبدال اللاعب رقم 11، فقد كان أحد أسباب تعطيل هجوم النصر ولا سيما أن الذي يشغل مركز الظهير الأيمن للهلال لم يكن لاعب كرة قدم. وأحيي أفراد النصر على روحهم المعنوية العالية حتى بعد هزيمتهم في الشوط الأول؛ فهم لم ييأسوا وانتشروا في الملعب. والحقيقة أن ولاء لاعبي النصر لناديهم وإخلاصهم له يذكرني بلاعبي نادي الاتحاد في جدة أيام زمان.. وضاعت النتيجة من الهلال لأنه لم يوجد صانع ألعاب للفريق الذي يوجد فيه أكثر من مهاجم بمهارات فردية عالية، ولو وجد خط وسط جيد للفريق وصانع ألعاب في هجومه لتمكن الهلال من تسجيل ثلاثة أهداف على الأقل في الشوط الأول خاصة عندما ارتبك حارس النصر إثر دخول الهدف الأول في شباك مرماه وكان من الممكن صده بسهولة. وأخيراً تهنئة صادقة للأمير عبدالرحمن بن سعود الذي صرف الكثير من وقته وماله وجهده على نادي النصر، وآمل أن يحقق له الفوز بكأس المملكة هذا العام، وحظ أحسن لنادي الهلال أحد الأندية العتيدة في بلادنا ذات الشعبية الضخمة.
المحرر
|
|
|
| |
|