Al Jazirah NewsPaper Saturday  18/11/2006G Issue 12469محليــاتالسبت 27 شوال 1427 هـ  18 نوفمبر2006 م   العدد  12469
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

المجتمـع

فـن

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

تغطية خاصة

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

تحقيقات

زمان الجزيرة

الأخيــرة

يارا
كيف الحال
عبدالله بن بخيت

شاهدت في البحرين الفلم السعودي كيف الحال. ركضت إليه ركضة المنحاش حتى لا تفوتني مشاهدته في مكانه الطبيعي. خشيت أن ينتشر على السي ديات ويفقد متعته السينمائية. السينماء لا يمكن الاستمتاع بها إلاّ في صالة السينماء، على الشاشة الكبيرة وفي الظّلمة لتصبح تحت سيطرة العمل الفني بالكامل. كانت الصالة مزدحمة .. كلُّ المشاهدين والمشاهدات سعوديون. أكثر المشاهدين من متوسّطي العمر والشباب وأغلبهم نساء. في الإجمال عائلات سعودية. كان يجلس خلفي عدد من الفتيات السعوديات. استمتعتُ بتعليقاتهن السريعة وخفيفة الدم. لا يبدو أنّهن يتمتَّعن بثقافة سينمائية واسعة. يستخدمن في التعليقات لغة عامة لا تتصل بالسينماء. هذا ما دفني على تجاوز دواعي الذَّوق واللياقة والإصغاء لهن. فمثل تلك الفتيات يمكن أن يكنّ مقياساً لردِّ الفعل الطبيعي على الأعمال الفنية. كنّ غير راضيات عن أداء هشام عبدالرحمن وخصوصاً صوته. أمّا الممثِّل الذي لعب دور المطوّع الشاب شقيق البطلة، فقد أثار أداؤه إعجابهن. كان أكثر عفوية من هشام. أمّا خالد سامي فقد أخذ أعلى الدرجات رغم أنّ إحداهن قالت من باب المزح: أعور في ديرة العميان. ولكن عموماً الانطباع الذي خرجن به وخرجتُ به أيضاً هو أنّ الفلم حقق الغرض من إنتاجه. كان ناجحاً. لا توجد مقاييس عامة يمكن استخدامها لتحديد النجاح والفشل في الأعمال الفنية. فكلُّ عمل يُقاس بالأعمال التي سبقته وبالأعمال الأخرى التي تشابهه في الظروف الموضوعية. وكيف الحال وحيد مقطوع النَّسب في بيئته، ليس له تاريخ، وليس له أعمال مجايلة، وبالتالي يجب أن يُقاس بموضوعية متفرّدة. نجاحه يكمن في المحاولة وفي اختراقه للتابوهات التي تتعقّب السينماء وتحاربها وفي شجاعة العاملين الذين تصدّوا لإنتاجه. رغم أنّه قليل الكلفة وربما تم تصويره فيديو ثم حُوِّل إلى سينماء. القصة عادية. قصة شاب يحب بنت عمه. يريد أن يتزوجها على سنّة الله ورسوله، يزاحمه عليها مطوّع يريد أن يضمّها إلى حريمه مستغلاً شقيقها المطوّع أيضاً لتسهيل مهمّته. في النهاية يفشل المطوّع المزواج في تحقيق مأربه، وتنتهي الحكاية كما تنتهي هذه الحكايات عادة. قصة لم تَعُد قصة. قرأت بعض ما كُتب عنه. ليس من العدل أن أقيس كيف الحال بفلم التيتانك. لازم نتذكّر أنّ كثيراً من الأفلام المصرية منسوخة عن أفلام غربية رغم عراقة السينماء المصرية. السينماء صناعة معقَّدة كصناعة السيارات. تتشكَّل من صناعات تكاملية لا حصر لها. كلفتها عالية جداً. سمعت أنّ كيف الحال كلَّف حوالي ثلاثة ملايين ريال. أعتقد أنّ مبلغاً كهذا ليس كبيراً على فلم سينمائي. يكفي أن نعرف أنّ مسلسل أبو شلاخ الذي أنتجه التلفزيون السعودي مؤخّراً كلّف أضعاف هذا المبلغ. فالمبلغ الذي صُرف على أبو شلاخ يمكن أن ينتج ثلاثة أفلام سينماء نحقِّق بها نقلة فنية تاريخية على مستوى الأُمّة.
ما يجعلني أرفع يدي تحية واحتراماً للقائمين على هذا العمل أنّ السينماء في بداياتها لا يمكن أن تكون عملاً تجارياً يحقِّق الأرباح. هي جزءٌ من التخطيط الاستراتيجي. عمل حكومات وليس عمل أفراد. مشروع تأسيسي تتحمّل مسؤوليته الجهات المسؤولة عن الثقافة. ليس أمامنا في الوقت الحالي سوى أن نتمنى من الإخوة القائمين على مهرجان الجنادرية إنتاج فلم سينمائي سنوي، أو أن تعمل أمانة مدينة الرياض على مشروع كهذا. وقد ذكرتُ هاتين الجهتين ليس لأنّهما أصحاب اختصاص، ولكن لأنّهما الجهات الحكومية الوحيدة في الوقت الحاضر التي تعمل بجدِّيّة وبوطنية على دعم الأعمال الفنية والمسرح، وخصوصاً بعد أن انتقلت مسؤولية دعم الدراما التلفزيونية السعودية إلى قناة الأم بي سي.

yara4u2@hotmail.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved