| |
أوصى المسلمين بتقوى الله.. آل طالب في خطبة الجمعة أمس: الانشغال بما لا يعني الإنسان ينتج عنه قلة التوفيق وفساد الرأي وخفاء الحق
|
|
* مكة المكرمة - عمّار الجبيري: أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الدكتور صالح بن محمد آل طالب المسلمين بتقوى الله عزّ وجلّ في السر والعلن واتباع أوامره واجتناب نواهيه، داعيا إلى حفظ اللسان من اللغو في أعراض الناس والحديث فيما لا يعنيهم. وقال فضيلته في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس: إن القلوب السليمة والنفوس الزكية هي التي امتلأت بالتقوى فأعطت بالخير والإحسان وانطبع صاحبها بكل خلق جميل وانطوت سريرته على الصفاء والنقاء وحب الخير للآخرين، فهو من نفسه في راحة والناس منه في سلامة، أما صاحب القلب السيئ والخلق الذميم فالناس منه في بلاء وهو من نفسه في عناء. وأضاف أن المتطلع بصدق لصلاح قلبه وسلامة صدره يسلك تحسين مسالكه ولقد حوى الكتاب كما حفلت السنّة بكل خير وسدى مما يعود على النفوس والقلوب بالذكاء والصفاء ومن ذلك قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه). وأشار الدكتور صالح آل طالب إلى أنه أصل عظيم من أصول الأدب ترك الإنسان ما لا يعنيه وفعل ما يعنيه فقد حسن إسلامه وضوعفت حسناته وكفرت سيئاته وأن من ترفع في الخوض فيما لا يعنيه لهو من كمال العقل، كما أنه يظهر راحة البال وهدوء النفس وصفاء الضمير وينور القلب والبصيرة ويطهر الروح ويعمل على سلامة الصدر مع توفيق الله سبحانه وتعالى للعبد. وأوضح فضيلته أن الانشغال بما لا يعنى الإنسان ينتج عنه قلة التوفيق وفساد الرأي وخفاء الحق وفساد القلب وإضاعة الوقت وحرمان العلم وضيق الصدر وقسوة القلب وطول الهم والغم ومحق البركة في الرزق والعمر وأن أعظم الربح في الدنيا أن تشغل النفس فيما هو أولى بها وأنفع لها، مشيراً إلى أن السلف الصالح رحمهم الله كانوا يكرهون الخوض فيما لا يعنيهم. وأكّد فضيلته أنه قد توافرت التوجيهات الربانية والنصائح النبوية بما لا يدع لأحد عذراً لأن الكلام ترجمان يعبر عن مستودعات الضمائر ويخبر بمكنونات السرائر فلا يمكن استرجاع بوادره ولا يقدر على رد شوادره فحق على العاقل أن يحترز من زلاته في الامساك عنه أو الاقلال منه والصمت بسلامه هو الأصل والسكوت في صفاته هي سمات الرجال، كما أن النطق في موضعه من أشرف الخصال. وبيّن إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن محمد آل طالب أن حفظ اللسان دليل على كمال الإيمان وحسن الإسلام وفيه السلامة من العطب وهو دليل المروءة وحسن الخلق وطهارة النفس ومحبة الله ومحبة الناس، مشيراً إلى أن أي مجتمع طاهر رفيع سينتج إذا التزم أفراده بهذه الوصايا وهي التي جاءت في الحديث الشريف قول النبى صلى الله عليه وسلم: (من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة). وأفاد فضيلته بأن الكلمة لها مضمون خطير والحساب عليها عسير سواء قيلت باللسان أو سمعت بالأصوات أو كتبت في الصحف والمجلات أو تداولتها المنتديات ورب كلمة قالت لصاحبها دعني مؤكداً فضيلته أن الصغار هم الذين يهتمون بالصغائر ويدفعون الدسائس ويفتشون عن أحوال الناس وأن الحديث عن الآخرين وتتبع سقطاتهم وإشاعة الفرح بها لهو من أقبح المعاصي وأكثرها إثما ولا يموت مقترفها حتى يبلى بها وكل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه. وقال فضيلته: فكيف إذا كانت مسائل خلاف بلا هدى ونوازع طيش على هوى ورغبة في الاستعلاء وكيف إذا كانت غيبة لأهل الخير وتحريشاً خفياً أو جلياً للعلماء وطلبة العلم وأهل الصلاح وتعريفاً ظالماً بلا برهان ولا بينة ولمزاً وغمزاً وسخرية واتهاماً للعقائد والنيات، موكداً أنه لا خلاص من هذه الرذائل إلا بعزمة صدق يجد معها المؤمن من فيوضات الرحمة ما ينير له قلبه ويجعله اخشى لربه وهذا يحتاج إلى ترويض نفس ومجاهدة والله تعالى يقول: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} سورة العنكبوت (69).
|
|
|
| |
|