بحجة تخطيهن حدود محافظاتهن..
فرع الخدمة المدنية بالقصيم يرفض طلبات خريجات منتظرات من عنيزة والبدائع

تحقيق - عطاالله الجروان
شكا بعض الخريجات في محافظتي عنيزة والبدائع همومهن ومعاناتهن بسبب عدم قبول ملفاتهن من أجل التقديم للمفاضلة على الوظائف التعليمية، ورفض فرع وزارة الخدمة في القصيم والمناطق الأخرى لهن، بحجة تخطيهن الحدود التعليمية لمحافظاتهن، رغم أنهن يحملن نفس شهادة زميلاتهن في المناطق الأخرى اللاتي يجدن فرصة التوظيف في انتظارهن.. وفيما يلي حديث بعضهن عن مشكلتهن..
معاناة مستمرة
في البداية تحدثت خريجة الدراسات الإسلامية (نورة) وقالت: إنها تنتظر منذ عشر سنوات أن يتم تعيينها على وظيفة تعليمية ولكن دون جدوى، فهي كما تقول تحمل العديد من شهادات الخبرة لعملها بنظام التعاقد لمدة طويلة، وأنها تعيش قلقاً لهذا التجاهل، وتضيف بأسى: مللنا الانتظار والوعود، ونريد العمل، نريد أن نشارك أسرنا في معيشتنا، نريد حلاً ولا نريد وعوداً.
وتحدثت (سهى) عن أنها تعبت كثيراً من الانتظار ومن العمل بنظام التعاقد المؤقت الذي (يُهد البدن) ولا يفي بالغرض، وتقول: بدأت أشعر بإحباط وكآبة شديدة لقاء هذا الوضع غير المنصف من قبل الوزارة، ومن قبل ديوان الخدمة، فهل ينظر في وضعنا ويتحرك من في قلبه عطف علينا؟، نحن نعاني أشد المعاناة في منازلنا من ضيق ذات اليد ولا نشكو إلا إلى الله تعالى.
نريد حلاً
وتحدثنا الأخت (منيرة) بقولها: أشعر بحزن عميق وأسى يقطع القلوب على حالنا الذي نحن فيه نطلب العلم، وهذا شرف كبير، ولكن أن نقابل بهذا الإجحاف، فهذه والله مصيبة، أصبحنا نعيش في حالة صعبة، ونحن في البدائع حُكم علينا وعلى زميلاتنا في عنيزة بالمنع من طلب الرزق. ولكن عزاءنا أن فرج الله قريب على يدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - وفقه الله -.
فيما تقول (شوق) أنا خريجة اقتصاد منزلي وكنت أحلم كغيري أن احصل على وظيفة في التعليم لكي أشعر أنني قد نهلت من التعليم ما يكفي أن يمنحني فرصة العمل خاصة بعد سنوات طويلة من الدراسة، لكن ما أشاهده حالياً لا يدعو للتفاؤل أبداً.
وعبرت (حليمة) بقولها: أنا خريجة اقتصاد أكلف بتدريس القواعد والقرآن والاجتماعيات والقراءة، حتى أصبحت معلمة (منوعات) في مدرسة أهلية، فمن ينقذنا من ذلك؟
وتقول إحدى خريجات قسم اللغة الإنجليزية في محافظة عنيزة: إنه على الرغم من تفوقي لم احصل على وظيفة رغم الحاجة الماسة لمدرسات الإنجليزي، وكذلك للتخصصات الأخرى، فدائماً نواجه بأنه لا حاجة لنا ولا يوجد وظائف شاغرة ثم نفاجأ بدون سابق علم أن هناك تعيينات حصلت بدون تقديم مسبق!! فمن المسؤول عن ذلك يا وزارة التربية والتعليم؟
وأضافت: أنا مثلاً لي 4سنوات وأنا متخرجة في قسم لغة إنجليزية ولم أترك مكاناً في محافظات مملكتنا الحبيبة إلا وقدمت فيها، غير أنني أجد الأبواب موصدة في وجهي، لأنني لا انتمي لهذه المحافظة، فيكون مصيري كمصير بقية زميلاتي في محافظة عنيزة، والآن أشعر بالملل في جلوسي بلا وظيفة، خصوصاً أن أحوالنا المادية سيئة، وأسمع كثيراً عن النقص الكثير في المدارس، ولكن يبدو أن الوزارة غير راغبة في تعيننا وحل مشكلاتنا، واقترح أن تشكل لجنة تحل مشاكلنا وسماع همومنا ونقلها لملك القلوب الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -.
وتضيف (سارة محمد): همومنا كبيرة وموضوعنا يحتاج لتدخل عاجل وحلها بما يخدمنا، وهذه والله قضيتنا الشائكة التي نعاني منها أشد المعاناة، بل والله لقد ذرفت دموع غزيرة من أمهاتنا قبل أن تجف دموعنا نحن لأننا نشعر بالحرقة من هذا التجاهل غير المبرر لنا، امنحونا الفرصة وأعطونا بعض حقوقنا، أشعرونا أننا مربيات أجيال وأن من حقنا العمل ومن حقنا العيش.
رأي الآباء
في المقابل كان لأولياء الأمور هذا الحديث فيقول منصور الميمان: نحن تحدثنا كثيراً مع الجهات المختصة للنظر في موضوع أخواتنا الخريجات اللاتي لم يحصلن على عمل برغم تفوقهن الدراسي، ورغم أحقيتهن بالتوظيف كغيرهن من خريجات بقية المناطق.
فيما قال (محمد الصالحي): إنني أحد سكان عنيزة وهذا سلب حق من حقوق زوجتي في التوظيف رغم تفوقها ورغم أن تخصصها كان مطلوباً لكن الغريب أن عنيزة لا يوجد فيها فرص عمل لمحدودية المدارس فيها ولصغر نطاقها التعليمي، وهذا بلا شك حرم زوجتي حقها المشروع في الوظيفة.
كما تحدثت والدة إحدى الخريجات وقالت: لقد حلمت ابنتي أن تجد لها فرصة وظيفة بعد أن حصلت على الشهادة في كلية التربية بعنيزة غير أن هذا الانتظار والذي دام لأكثر من خمس سنوات كان قد تسبب لها في كثير من المتاعب النفسية، وأنا أقول: ما ذنب ابنتي وما ذنب زميلاتهن في عدم قبولهن للعمل.
مخالفة صريحة
وأشار (علي الصالح) إلى أن فرع وزارة الخدمة المدنية بمنطقة القصيم يخالف نص البرقية السامية التي تؤكد ضرورة أن تكون الوظيفة في مقر سكن المتقدمة، تحدث تلك المخالفة عندما تتقدم معلمة من عنيزة أو البدائع بطلب إجازة استثنائية أو أمومة فتكون البديلة من المتقدمات على قوائم الانتظار من مدينة أخرى؛ لأن الفرع يقبل طلباتهن، ثم يتم توجيهها إلى مدرسة في عنيزة أو البدائع وهذا بلا شك مخالفة وتناقض واضح.
كما أوضح سليمان الحميدان أن فرع وزارة الخدمة المدنية بالقصيم يرتكب منذ فترة إجحافا بحق خريجات عنيزة والبدائع ومركز علباء وذلك حين التقدم على الوظائف التي تطرحها الوزارة للمناطق التعليمية المجاورة فوظائف المحافظات الأخرى لا يحق لطالبات عنيزة والبدائع وعلباء التقدم عليهن بحجة أنهن لسن مقيمات في بلد تلك الوظائف استنادا إلى البرقية السامية التي نصت (على أن تشغل الوظيفة بالمقيمات في نفس منطقة الوظيفة)، ولكن العجب في كيفية العمل بهذه البرقية السامية عندما تتقدم معلمة رسمية من عنيزة أو البدائع أو علباء في طلب إجازة استثنائية فترشح وزارة الخدمة المدنية معلمة تسكن في مناطق خارج مقر وظيفة المعلمة التي طلبت إجازة وفي كثير من الأحيان تأتي المرشحة من مسافات بعيدة تصل إلى تسعين كيلو مترا، بحجة أن قوائم وزارة الخدمة المدنية لا يوجد عليها متقدمات من محافظتي عنيزة والبدائع ومركز علباء، وهنا تناقض في تطبيق النظام ومفارقات في فهم التعلميات.
مقترحات للحل
ومن خلال الأحاديث كان هناك بعض المقترحات والحلول لهذه القضية، فإما أن يكون بفتح منطقة القصيم كاملة أمام كل خريجة بتقديم ملفها دون قيد أو شرط يخص المكان حتى يكون هناك إنصاف لكل خريجات منطقة القصيم، ويكون ديوان الخدمة المدنية في بريدة مقراً لقبول ملفات التقديم.
أو زيادة منطقة عنيزة التعليمية هو حل آخر بحيث يسند لها عدد من القرى والمراكز في منطقة القصيم الواسعة ويكون لها الأحقية في قبول خريجات كلية التربية بعنيزة، ويكون هناك مجال كبير لفتح الفرص التعليمية لبعض الخريجات اللاتي حُرمن من فرصة التوظيف رغم أحقيتهن بذلك.